حكيمة وواجبة، دعوة الإمام الأكبر شيخ الأزهركبار علماء السنة ومراجع الشيعة لاجتماع بمقر المشيخة وإصدار وثيقة سلام تحرم قتل السنى للشيعى و قتل الشيعى للسنى وتعزز ثقافة التعايش، بعد أن أصبح الدم هو لغة الحوار الوحيدة بين أبناء الطائفتين.
التوقيت مناسب تماماً، بعد تكرار المذابح والمذابح المضادة فى العراق وسوريا واليمن، وامتدت نارها إلى لبنان بتحريض متواصل. كما تصاعدت نبرة التحريض مع العمليات الانتحارية التى تستهدف مساجد الشيعة بدول الخليج، وذلك كمرحلة أولى من الخطة الموضوعة والتى تستهدف إثارة الشيعة لنيل ثأرهم من السنة بالمثل لتفجر المجتمعات العربية من الداخل.
أهمية دعوة الإمام الأكبر أنها تأتى فى توقيت يتصور البعض فيه أن الحل هو فى الحشد ضد إيران والشيعة وتصويرهم على أنهم شياطين الإنس ، لا يجوز التعاون والحوار معهم لفهم توجهاتهم أو حتى القبول بهم والتعايش معهم فى سلام، وهى دعوات فيها من السياسة الخاطئة أكثر من التفكير الواقعى، ومن المصالح الضيقة أكثر من صلاح المجتمعات، ولن تعود على المجتمعات العربية إلا بالخراب والحروب الأهلية.
الأزهر الشريف هو المرجعية الدينية لأهل السنة والجماعة، وهو المؤهل والمخول لقيادة هذا الحوار الواجب مع مراجع الشيعة لحقن الدماء المهدرة بفعل الطيش السياسى أو المؤامرات الأجنبية. وتحويل طاقة الحرب الأهلية الكريهة إلى شعلة تعاون خلاقة تجمع ولا تفرق، وتبنى ولا تهدم، وهى بذلك تستكمل ما انقطع من حوارات إيجابية ناجحة قادها شيخ الأزهر الأسبق العلامة محمود شلتوت، وكبار العلماء فى المشيخة للتقريب بين المذهبين الكبيرين، لصالح المسلمين والعرب.
ويعلم الإمام الأكبر أن دعوته الشجاعة لكبار علماء السنة والشيعة لوضع وثيقة سلام وتعايش بين الجانبين ستجلب عليه الكثير من الهجوم والطعن، لكنه هجوم يفضح نفسه والجهات التى وراءه. وطعن يرتد حتماً على الطاعنين، لأن أى جهة لا تريد السلام وحقن الدماء وتؤيد المذابح من مهاويس الشيعة ضد السنة ومن متطرفى السنة بحق الشيعة، تحت أى مبررات هى جهة ظلام وإظلام، ينبغى كشفها ومواجهتها بكل قوة حتى نجنب بلادنا العربية ويلات الدمار والحروب الأهلية الكريهة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة