فى البداية، توضيح مهم، أنا كمواطن مصرى بسيط، عاشق لتراب هذا الوطن، ضد كل أفكار الفنان الثائر والمتعاطف مع حقوق (المثليين) فى الزواج وممارسة طقوس حياتهم، خالد أبوالنجا، وأجد فى كراهيته وإهانته للجيش المصرى العظيم، بإطلاق مصطلح (العسكر) أمرا مشينا ومخزيا وعارا لا يضاهيه أى عار آخر، ورغم هذا التوضيح، فإننى أتقدم له من القلب بواجب العزاء والمواساة فى رحيل شقيقته، وأدعو الله أن يسكنها فسيح جناته ويغمرها برحمته الواسعة، وأن ينزل الصبر على قلوب كل أفراد أسرتها، وأدين بشدة وقوة كل من يشمت فى الموت أو المرض أو الفقر.
ورغم الحادث المأساوى الذى أودى بحياة شقيقة خالد أبوالنجا، وتعاطفنا الإنسانى الشديد معه وباقى أفراد أسرته، فإننى أصبت بصدمة جديدة من صدمات الفنان الثائر، التى لا تعد ولا تحصى مثل تعاطفه مع أصحاب ألوان الطيف (الشواذ)، عندما شن هجوما شديدا على الجيش المصرى، ووصفه بالمجرمين والعسكر، وأسأل الفنان الثائر المتعاطف: من أين لك بكل هذه الكراهية للجيش المصرى التى قفزت وسيطرت على الحدث الأهم والأخطر فى حياة أى إنسان وهو وفاة عزيز عليه فى حادث مأساوى؟
وهل منطقى، أن وسط أحزانك الشديدة، على فقدان شقيقتك فى حادث مأساوى، ولا أبشع، ولا أصعب، أن تجد متنفسا من الوقت، لتتحدث عن ثورة يناير التى سرقت، والعسكر الذين يحكمون وتقول نصا: (مش بس الاختناق اللى خطف سلوى، ولا بس القطط، ولا بس الاكتئاب، ولا بس الندم، ولا بس الحزن، ولا بس الثورة، ولا بس الدين والعسكر، اللى خطف سلوى مننا كلنا، غالبا الخوف، الخوف والتخويف من مجرمى الدين والعسكر).
والسؤال، هل لديك (نِفس) أيها الثائر، المتعاطف، الفنان، وسط زحمة آلامك، ومصابك الجلل، أن تتحدث فى السياسة؟ وما هى علاقة (العسكر) بوفاة شقيقتك، فى حادث قضاء وقدر؟ ومن أين لك بكل هذا الكم من الكراهية للجيش المصرى، بما يدفعك إلى وصفهم بأنهم عسكر، ومجرمون، وينسيك أحزانك على فراق شقيقتك؟
شىء مقزز، ومثير للاشمئزاز، أن يوظف البعض أحزانه، ويخلق من أحشاء المأساة مظلومية يسخرها للهجوم على الدولة وجيشها العظيم، فى الوقت الذى يعلن فيه تعاطفا وانحيازا، ودعما للشواذ، وينصب نفسه مدافعا عن حقوقهم، إنها المأساة التى تتجلى فى أقبح صورها، على سماء هذا الوطن طيلة 4 سنوات كاملة، خالد أبوالنجا يقدم نفسه باعتزاز شديد، بأنه ثائر من ثوار 25 يناير، الذين تسببوا فى ابتلاء مصر والمنطقة، بالجماعات والتنظيمات الإرهابية، وتسليمهم مفاتيح الحكم، ومقاليد الأمور ليجنى الشعب المصرى كله ثمار المر، من قتل وتفجير، وتدمير وخراب.
أيها المتعاطف الأعظم مع كل ألوان الطيف (قوس قزح)، لك كل الحق فى التعاطف مع من تشاء، ولكن أن تصف جيش مصر بالمجرمين والعسكر، فهنا لابد أن تقف عند حدودك، لأن حضرتك، وأمثالك، تجلسون خلف الكيبورد، وفى الغرف المكيفة، تتعاطف مع حقوق المثليين، وأقرانك يتعاطفون مع المتحرشين، ويدينون الضابطة (نشوى)، فى حين يقف أبناء الجيش على خط النار، يدافعون عن الأرض والعرض والشرف، حاملين أكفانهم على أكتافهم، ويتمترسون فى مواقعهم تحت أشعة الشمس الحارقة، بشجاعة وبسالة، وكبرياء وشموخ، لا يهابون الموت.
دندراوى الهوارى
(خالد أبوالنجا) فى رثاء شقيقته يصف الجيش بالمجرمين والعسكر
الجمعة، 24 يوليو 2015 12:07 م