سيدى الرئيس.. نعرف قدر اهتمامكم بإعادة المحروسة لبريقها، ونقدر محاولاتكم لوضع البلد على طريق مصر الجديدة، لكن يجب أيضًا أن نلفت انتباهكم إلى أن سيارات ثورتين، هما يناير 2011 ويونيو 2013، لم تتوقف إحداهما أمام مؤسسات الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة، والتى بح صوتنا نحن وغيرنا نؤكد أنها صناعة خطيرة جدًا يمكنها المساهمة بنصيب الثلث.. نعم 33% من الاقتصاد، بما فيها خلق فرص عمل وخلافه، أكدنا وكتبنا ورددنا أكثر من مرة، آخرها منذ ساعات!
سيدى الرئيس.. ونحن نحتفل بالذكرى رقم «63» لثورة يوليو 1952 المجيدة نعيد للمرة.. لا أدرى رقمها، مناشدة الدولة المصرية، وفخامتكم تحديدًا، بأن الثورات على الفساد يجب ألا تستثنى من التطهير والتطوير أيًا من مناحى الحياة!
ليس هذا فحسب، إنما ماذا لو كان العابثون ومنتهزو الفرص هم من يستخدمون البنية التحتية والثروة البشرية الرياضية ضد مصالح المحروسة؟!
أظن أنها الخطورة بعينها.. وليكن معلومًا أن أصابع الإرهاب تحرك قطاعًا ليس بالقليل من عشاق الكرة الشبان.. يعنى حرق البلد وشبابها وأحلامها.. ولنا فخامتكم فى الأحداث التى سبقت القمة «110» عبرة!
بالفعل تمت الاستعانة بتأجيج مشاعر المحبين وهم بالملايين، ولعب أصحاب المصالح ومحبو الكراسى على الوتر الحساس.. ولولا التدخل الذى كان يجب أن يكون مبكرًا وحاسمًا من جانب الدولة المصرية لحدث ما لا تُحمد عقباه.. لهذا ننتظر أن تأمروا بتطهير الرياضة، وتؤكدوا للوزارة أن «التدخل الحكومى» فزاعة يستخدمها أصحاب المصالح.. والنماذج كثيرة!
الأكثر أهمية سيدى الرئيس، بل يمكن أن يكون دليلاً قاطعًا حاسمًا، بل أقوى من الاعتراف الذى هو سيد الأدلة، هو هذا الاهتمام المبكر فى ظروف مشابهة، بل ربما كانت مصر محاصرة أكثر خلال الإعلان عن ثورة يوليو 1952 بالاستعمار والخونة والفسدة، فماذا فعلت الثورة؟، وماذا كان تقديرها لقوة الرياضة، وتحديدًا وتخصيصًا مرة أخرى كرة القدم؟!
اهتم مجلس قيادة الثورة بالرياضيين الأبطال الحقيقيين، وأحوالهم، وتقديم كل العون لهم، بل أصبحت كل إمكانيات المؤسسة العسكرية مهيأة لصناعة الأبطال.
أما عن كرة القدم، فيكفى أن أؤكد لروادنا الكرام، وأسيادنا القراء وفخامتكم، فقد نالت العناية الكبرى داخليًا وخارجيًا وقاريًا!
الكل يعرف أن الأهلى عندما تعرض لنكسة فى مستواه، أمر المشير عامر بأن يصبح فريق الأهلى تحت رعاية المؤسسة العسكرية.. معسكرات وأدوات وإدارة وكل شىء!
قبلها.. كانت لمصر اليد العليا فى تأسيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، وعندما عرف ناصر أن مصريًا سيكون رئيسًا، طلب فورًا من سكرتيره الخاص السيد محمد أحمد أن يراجع مع المشير عامر - رحمهما الله - ما يحدث، وأنه على مصر أن تدفع بإحدى الشخصيات الأفريقية صاحبة البشرة السمراء من أبناء قارتنا ليكون الرئيس، على أن تصبح القاهرة مقرًا دائمًا للاتحاد، وتقدم كل العون للقارة السمراء.. وبالفعل تم اختيار السيد «تسيما»، وكان إثيوبيًا، لقيادة الاتحاد الأفريقى، على الرغم من أن مصر لم تكن على وفاق مع الإمبراطور هيلا سيلاسى، ديكتاتور إثيوبيا وقتها، بل تم العمل على أن تصبح المنافسة متداولة فى الملعب معهم!
لم يتوقف الأمر عند هذا، بل أصبح الإمبراطور ممتنًا للفعل المصرى، ومدت القاهرة يد العون الكروى بالحكام والمدربين لقارتها الطيبة، ولم نحتج حتى حين لعبنا ضد إثيوبيا والإمبراطور معه ثلاثة أسود جبارة تخوف عيلة الحلو، بل ارتضينا الهزيمة، وبارك لاعبونا للفائز الإثيوبى!
نتحدث فخامتك عن إثيوبيا.. نعم إثيوبيا.. يعنى النيل، يعنى الأزمات، يعنى الوجود المصرى الكاسح بالكرة والشركات والفنادق وشركة مصر للاستيراد والتصدير التى كانت صاحبة أعلى بناية من 9 أدوار فى ساحل العاج.. مساعدات وإبهار مصرى أديا اللى فرض الريادة بالحب وحماية النيل!
سيدى الرئيس تلك حكاية واحدة من قاموس كبير موجود لا مجال لسرده الآن، إنما أتى الفسدة الخونة ليقلصوا هذا الاهتمام والعطاء، ويحجبوا حالة الحب تجاه مصر، وبالتالى هددت مصالحنا منذ رحيل الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر، رحمه الله، وأيضًا كانت مصر ضمن دول تقدم كل عدة سنوات للاتحاد الدولى ما يمكن أن يدرس كتعديلات، ثم ذهبنا مع الريح، لأنه لم يعد هناك عمالقة يحبون هذا البلد!
سيدى الرئيس.. وصل الحال الآن ليس فقط لعدم وجود المؤهلين، إنما أيضًا لاستيلاء الفساد على المنظومة التى أصبحت تدر أرباحًا بالملايين!
أما ما يمكن ربطه داخليًا بهذه الحالة التى نأمل، بل نشعر أن عودتها قريبة فى ظل وجود مواطن اسمه عبدالفتاح السيسى يحب هذا الوطن، ويلمح الناس أنه يحمل جينات «ناصر»، فقد كانت شركة المحلة بقيادة طلعت حرب الصغير «محمد بك حبيب» تلعب كرة، بل وتتصدر التصدير لكل منتجات المحلة لأفريقيا!
سيدى الرئيس.. هذه مجرد نماذج، فإذا كان الأمل يحدونا فى غد أفضل، فبكل تأكيد يمكن أن يتم وضع ملف تطوير كامل بين أيدى من يريد التطوير، لكن بالطبع قبله التطهير!
سيدى الرئيس فى وقائع أقل خطورة من تسخين الجماهير فى وقت عصيب، وبوجود خفافيش ظلام تريد حرق البلد، كان قرار الدولة يجب أن يكون حل أى مجلس إدارة لا ينصاع للوائح، بالطبع حال وجودها، لا أن يظل المسؤول، ممثل الدولة، يطبطب ويدلع، إلى أن انتهى الأمر بأن أصدر فرمانًا من الدولة، «فرمان حبى» طبعًا!
سيدى الرئيس نحن.. آسف.. الشعب يريد تطهير صناعة الكرة، وأن تأمر الدولة بتطوير المنظومة، وإعلان احتراف كامل لكل فروع اللعبة، وكشف ميزانيات الأندية، بدلاً من هذه الحالة المهترئة من الإهمال، وترك الحبل على الغارب للفسدة ليحولوا المنتج الكروى لحسابهم!
سيدى الرئيس كل عام يمر على ثورة يوليو المجيدة، وفى وجودكم يا حامل جينات الثوار والقادة الشعبيين وأنتم بخير، لكن يجب أن نقدم لك بعضًا من ويلات الفساد المسكوت عنه فى صناعة، اسمح لى أن أعيد مرة أخرى، أنها تستطيع أن تتحمل ثلث حمل الاقتصاد المصرى!
سيدى الرئيس الدورى السعودى يدر فقط 4 مليارات ريال! والدورى الإماراتى يعمل بنظام الدورى الإنجليزى، ويحقق مكاسب عظمى!
سيدى الرئيس.. كما تم بناء «استاد ناصر» الذى تحول بقدرة قادر إلى استاد القاهرة، والذى هو النسخة التوأم من ملعب «أرينا برلين» الذى لعب عليه افتتاح ونهائى مونديال ألمانيا 2006.. يمكن أن نبنى بكل بساطة وبالطرح الاستثمارى ملاعب فى مناطق تشبه «الكومباوند» السياحى، سواء فى شرم أو الغردقة أو الأقصر أو أسوان، لتأتى لها الفرق العالمية كسياحة رياضية فى موسم الصقيع والثلج الأوروبى، وخلف هذه الفرق يأتى مشجعوها!
سيدى الرئيس فى واحدة من زيارات نادى برشلونة لتايلاند، إن لم تخنّى الذاكرة، وبحسب ما قاله لنا مسؤول بالنادى الإسبانى، كان خلف البارسا أكثر من 70 طائرة «شارتر» تحمل مشجعين.
سيدى الرئيس تخيل أن هناك هذه القرى الرياضية، ولنضف لها الواحات والأهرامات.. تخيل حجم الإقبال العالمى لملاعب خلفياتها الأهرامات والمعابد والنيل ورمال ومياه الواحات، تخيل.. والمؤكد أن الأمل قائم.. اللهم أبلغنا، وسنبلغ إلى أن يتغير الحال.. كل عام وأنتم بخير.
عصام شلتوت
سيدى الرئيس اهتمام ثورة يوليو بالرياضة حمى النيل والريادة الأفريقية
الجمعة، 24 يوليو 2015 08:00 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة