الخطة الأمريكية لكسر روسيا وإيران فى سوريا تقوم على توجيه ضربات جوية لمليشيات داعش،يجرى التوسع فيها لتشمل القواعد العسكرية والمطارات وأماكن تمركز قوات الجيش السورى، على أن يعقب ذلك اجتياح برى تركى لتمكين ما تصفه واشنطن بالمعارضة المعتدلة التى يتم تدريب عناصرها على القتال فى قطر وتركيا.
ومنذ شهور أعلن جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق فى برنامج تليفزيونى تفاصيل الخطة الأمريكية للحرب فى سوريا والتى تقوم على تكليف أردوغان بغزو سوريا بقوات برية، يسبقها ضربات جوية أمريكية، للإطاحة ببشار الأسد ومليشيات داعش معا.
جيمس بيكر أعلن فيما يشبه الاقتراح أن تتولى الولايات المتحدة الحرب الجوية والإمدادات اللوجستية والمعلوماتية، فى حين يتولى الأتراك القتال على الأرض للإطاحة بالأسد وداعش. وألمح إلى أن الغزو التركى المقترح لسورية يمكن أن يحظى بالشرعية والقبول، إذا ما تم إشراك قوات عربية برية، إضافة إلى القوات التركية من السعودية والإمارات والأردن، لكن الرفض المصرى الواضح وتسارع الأحداث فى اليمن أجلا مشروع اجتياح تركيا للأراضى السورية.
من ناحية أخرى، يسعى أردوغان من خلال اجتياح سوريا الذى نال عليه موافقة البرلمان أن يضع يديه على المنطقة الحدودية مع سوريا بطول 110 كيلو مترات، وبعمق 30 كيلومترا، لضمان توطين مجموعات المعارضة السورية المدربين على مهام محددة، ولإعادة مليونى نازح سورى موجودين على الأراضى التركية يمثلون عبئا على الدولة التركية، والأهم منع تكون دولة كردية على مساحة الأراضى الممتدة من العراق إلى تركيا مرورا بسوريا.
عمليات تسخين الجبهة السورية بدأت منذ أيام بعد الحادث الإرهابى الغامض الذى استهدف نشطاء معارضين لأردوغان وساعين لإعادة إعمار مدينة كوبانى «عين العرب»، لكن أردوغان يستغل الانفجار المدبر بمهارة ليشن هجمات برية محسوبة على الحدود السورية يمكن أن تتسع تدريجيا، خاصة مع توالى الرد من الداخل السورى وسقوط قتلى بين صفوف القوات التركية.
نشهد إذن العد التنازلى لاجتياح أردوغان لسوريا لتنفيذ الحل الأمريكى، فهل ستصمت الأطراف الدولية المناوئة للمشروع الأمريكى؟ وهل يكون أردوغان وجيشه هو من يدفع ثمن التورط فى المستنقع السورى؟
سنرى خلال الأيام المقبلة..