«المعركة تدور حاليا فى مصر حول ما إذا كان ينبغى الانفتاح على إيران، والرئيس السيسى يستمع ويهتم ولكن هناك محاولات هائلة لكى لا يحصل التقارب أو الانفتاح».
الكلمات السابقة هى للكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حواره مع جريدة السفير اللبنانية، أجراه رئيس تحريرها طلال سليمان، ونشرته الزميلة «الشروق» بالتزامن فى عددها الصادر أمس، وتفتح الباب أمام السؤال عن الأطراف التى تقود محاولات الإبقاء على بؤس الحال فى العلاقات المصرية الإيرانية، وذلك منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979.
لا يسمى الأستاذ هيكل هذه الأطراف، ولا يشير إلى ما إذا كانت «خارجية» أو «داخلية»، وإن كان من المفهوم أن أطرافا خليجية وبالتحديد السعودية هى التى يهمها أن يبقى الحال على ما هو عليه بين القاهرة وطهران، كما أن أمريكا تريد أيضا إبقاء الحال على ما هو عليه، ولا يعنى التوقيع على الاتفاق النووى بين إيران والدول الست الكبرى أن واشنطن تسمح بانقلاب كامل فى طبيعة العلاقات الإقليمية فى المنطقة بما يؤدى إلى تقارب مصرى إيرانى، خاصة إذا كانت طهران لا تتنازل عن رؤيتها لإسرائيل كعدو بغيض وكيان غاصب، وهى تترجم هذا الرأى فعلا وقولا.
بالطبع فإن للأطراف الخارجية التى تعرقل العلاقات المصرية الإيرانية أعوان فى الداخل، وهم منتشرون فى كل القطاعات، منهم رجال أعمال متنفذون يتبنون آراء تساند مصالحهم الخاصة، وسياسيون مؤثرون، وإعلاميون يصنعون رأيا عاما، ورجال دين يصعدون إلى منابر الخطابة فى المساجد ويتحدثون فى برامج بالفضائيات، وهؤلاء ما زالوا سكارى بالعداء بين الشيعة والسنة من الناحية الدينية، وهى نفس الحالة التى عليها السلفيون بمختلف تنويعاتهم، فهؤلاء لا يكرهون أحدا قدر كرههم للشيعة وإيران، ولا يحيدون عن هذه الكراهية أبدا، ولعبوا الدور الرئيسى فى تخريب العقول بترديد مفاهيم دينية خاطئة فى العلاقات بين الشيعة والسنة، وصدروا هذه المفاهيم إلى المصريين باعتبارها من الثوابت الدينية، وكأنها تتساوى مع أركان الإسلام الخمسة، وكان ذلك يحدث بتشجيع ورعاية من أصحاب المصلحة فى مجالات البيزنس والسياسة والإعلام.
الحصيلة من كل ما سبق أننا أمام مراكز ضغط خارجية وداخلية لها مصلحة فى إبقاء الحال على ما هو عليه بين مصر وإيران، فهل ستنجح فى ذلك ونخسر ورقة رابحة للمستقبل؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نحن احسن من يضيع الفرص الرابحه ,, دراويش التخلف تقود للاسف سياستنا ومصائرنا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ان ما رأيناه من ادعياء الاسلام يجزم بان القضيه مذهبيه بحته لا علاقة لها بسياسة الدوله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
احطر ما يواجه مصر وجود هذه الكيانات المضلله الباحثه عن السلطه وتحقيق اطماعها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ايها المتخلفون .. انتم لا تجيدون الا الرغى والثرثره
بدون