الشماريخ والألعاب النارية هى الأسباب التى كشفتها معاينة الأدلة الجنائية والنيابة لحريق شقة الزمالك التى احترقت، وتوفيت فى الحريق شقيقة الفنان خالد أبوالنجا، يعنى شباب أو عيال بيلعبوا بصواريخ أو شماريخ سقطت واحدة على أوراق وكراتين فاشتعلت، وامتدت النيران لباقى الشقة، ولا أحد من هؤلاء معروف، وربما لن يؤنبه ضميره هو وأهله لكونه تسبب فى إزهاق أرواح بريئة.
السيدة المتوفاة أيضًا كانت تربى قططًا كثيرة، وعندما اشتعلت النار حاولت إنقاذ القطط وماتت مختنقة، وراحت ضحية إنسانيتها وحرصها على حياة القطط التى مات أغلبها تقريبًا، بينما هؤلاء العابثون الذين تسببوا فى كل هذه المأساة أفلتوا من العقاب حتى الآن.
هذا الحريق وغيره كثير من الحرائق والكوارث تتسبب فيها الألعاب النارية المحرمة التى تتجاوز كونها لعبة، وتصبح أقرب إلى المتفجرات. وقد تجاوزت ظاهرة الألعاب النارية والشماريخ والمفرقعات الخطرة كل الحدود.. فى الأفراح والاحتفالات أو حتى بلا مناسبة تتواصل أصوات الانفجارات بلا ضابط، ناهيك عن بعض الأفراح التى تقطع الطرق، وتتسبب فى كوارث وحوادث بشكل شبه يومى فى القاهرة والمحافظات.
اللافت أن الجمارك ومكافحة التهريب تعلن يوميًا عن ضبط مفرقعات وألعاب نارية بملايين الجنيهات، ومع هذا فإن الكميات التى تدخل للبلاد تكفى لحرقها، ومثلما كانت ظاهرة الرصاص الخاطئ مشكلة يسقط بسببها ضحايا فى الأفراح والاحتفالات، تتكرر اللعبة مع الألعاب النارية.
الشماريخ والمفرقعات والألعاب النارية تسبب إزعاجًا وإصابات، والأمر تجاوز لعب العيال إلى الخطر الواضح، فهناك أنواع من الألعاب متفجرات كاملة الأوصاف، بل وبعضها يدخل فى صناعة المتفجرات التى تستخدم فى التخريب.
دائمًا كانت هناك الألعاب، لكنها خلال السنوات الأخيرة تحولت إلى هوس فى الأفراح.. شماريخ وفراقيع أشبه بالحرب، وبعض المشاغبين يلقون الألعاب على المارة فى الشوارع، وأحيانًا تصيب الأعين، وتتسبب فى معارك بلا أى داع، وهذه المرة أحرقت شقة وفى القرى تحرق منازل وأجرانًا.
وطبعًا لو تصدت الشرطة لهؤلاء، أو حررت محضرًا لأفراح عشوائية سوف يتهمونمها بإفساد فرحة الفرحانين الذين هم أصلًا عشوائيون يرتكبون جرائم.
ثم إننا، وبينما يشكو الناس من ظروف الغلاء، نكتشف أننا ننفق مليار جنيه وأكثر على الألعاب النارية التى تحرق وتدمر وتزعج، ولا أحد يخرج ليقول لكل هذا عيب، ولا احتفال ولا إزعاج وجرح وإصابة أبرياء، والعقوبات واضح أنها غير رادعة للحد من التهريب أو الاستعمال.. الحل أن تكون هناك قوانين تنظم كل هذا، وعقوبات رادعة على ألعاب ومتفجرات تقتل الناس وتحرقهم وتنغص حياتهم.