أيام قليلة تفصلنا عن افتتاح قناة السويس الجديدة، الحدث الأهم والأكبر بالنسبة لمصر عالميًا منذ حوالى خمسة عقود.
هذا الإنجاز الكبير الذى ربما لا يلتفت إلى مدى أهميته بعض المصريين، والذى يتجاهله البعض الآخر ممن يعرفون أنفسهم غير متمنين النجاح والتوفيق لهذا المشروع الضخم، والذى سينضم قريبًا بإذن الله إلى قائمة الإنجازات المهمة فى تاريخ مصر العظيم.
سيكون يوم رفع الستار عن هذا المشروع العملاق عرسًا مصريًا حقيقيًا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ وأحاسيس .
القناة الجديدة هى أكبر الأدلة العملية المؤكِدة على صلابة إرادة الشعب المصرى وصموده المعتاد فى مواجهة العدو الذى يحيط بنا من كل اتجاه متشحًا مختبئًا، لكننا جميعًا نعرفه جيدًا، ونرى بوضوح شديد وجهه المستتر خلف قناعاتٍ متعددة !
هذا الممر الملاحى الأهم فى العالم شاهدًا على كفاح المصريين على مر الزمان، منذ تم حفر القناة الأولى بأيادى المصريين فى عهد الخديوى إسماعيل، إلى أن جاء يوم الكرامة الذى رد لمصر اعتبارها، عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم القناة شركة مساهمة مصرية يوم ٢٦ يوليو عام ١٩٥٦، موجهًا ضربة قاضية للدول الكبرى التى كانت تسيطر وتحتكر، مؤكدًا للعالم أجمع أن مصر بمن فيها وما عليها ملك للمصريين فقط، وأننا قادرون على إدارة المشروع الكبير بأيدينا، وقد كان.
مرورًا بحدث مهم آخر فى تاريخ قناة السويس، عندما قام الرئيس الراحل أنور السادات بإعادة افتتاحها عام ١٩٧٥ بعد توقف دام ثمان سنوات عقب نكسة ٦٧، وقد كان إعادة افتتاح القناة حدثًا كبيرًا ترقبه باهتمام بالغ العالم بأسره نظرًا للأهمية الكبيرة لأكبر وأهم ممر ملاحى دولى.
أخيرًا وربما ليس آخرًا، هذا التتويج الغالى لتاريخ قناة السويس المصرية العريق، الذى سيضئ لوحة شرف الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاح المجرى الجديد للقناة المعروف بقناة السويس الجديدة، الذى نترقبه ويترقبه العالم كله بأبلغ اهتمام، والذى يعتبر بارقة الأمل الكبير الذى ستنطلق من خلاله مصر بتوفيق الله وعنايته إلى بر الأمان.
مبارك لمصر والمصريين ورئيسنا المخلص الذى أمر بإنجاز المشروع الذى قدر توقيت العمل به حوالى ثلاث سنوات فى عام واحد فقط، هذا التحدى الكبير الذى سيخرص جميع الألسنة، والذى سيرفع اسم مصر عاليًا مثلما كان دائمًا وسيظل بمشيئة الله.