سليمان شفيق

«اللهم اجعله خيرا»!

الجمعة، 31 يوليو 2015 07:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدق أو لا تصدق.. المصريون هم الشعب الوحيد الذى يخاف من الفرح؟!!
حينما يفرح المصريون يرددون «اللهم اجعل عاقبة الفرحة خيرا»!، هذا هو حالهم الآن تسبقهم دموعهم استعدادا لافتتاح قناة السويس الجديدة، ترى لماذا الخوف من الفرح؟ هل لأن المصريين عانوا من الاستعمار والإرهاب ما لم يعانيه شعب آخر؟ ربما يكون شعبنا المصرى أكبر شعب تعرض لحكم حكام ظالمين حتى انعكس ذلك فى الأمثال الشعبية «حكم قراقوش»، «ايش يأخذ الريح من البلاط»، «ايش راح تأخد من تفليسى يا برديسى»، وعرف الشعب المصرى المقاومة السلمية السلبية قبل أى شعوب العالم، وارتبطت المقاومة بالتسليم للإلهة (أسطورة إيزيس وأوزوريس وكيف قتل ست إلة الشر أوزوريس إله الخير فبكته زوجته إيزيس حتى فاض النهر وطفت أشلاءة فجمعتها وأعادتها للحياة وأنجبت منة حورس الابن الذى قتل أوزوريس) من هذه الأسطورة يرتبط النهر بالقهر بالخوف بمقاومة الشر بالدموع.. لذلك نجد المصريين حتى الآن يستقوون بالحزن على القهر، ومنذ الأزل يؤمنون بالبعث والحياة الأخرى، ويغسلون بدموعهم همومهم، منذ الهكسوس وحتى الاستعمار الصهيونى 1967، (43) محتلا وغازيا، لكن المصريون قاوموا وأجبروا تلك الاحتلالات على الرحيل.. أو دمجوهم فى النسيج الوطنى، مثل اليونانيون والرومان والعرب والعثمانيون الخ، وأصبح الجميع مصريين، وفى مقابل الحزن حول المصريون أغلب المناسبات إلى الفرح، بعد ولادة الطفل بأسبوع يتم احتفال السبوع، و» ختان الطفل»، ويعرف المصريون أكثر من خمسمائة مولد سنويا لأولياء اللة الصالحين والقديسين مثل موالد (السيد البدوى، مار جرجس، العذراء، السيدة نفيسة، الخ) ورغم ذلك يعشق المصريون الحزن وربما أكثر الأمثلة دلالة هى البكاء وسط الفرح أو ما يسمية المصريون «دموع الفرح» أو «هم يضحك وهم يبكى»!!

فرحة قناة السويس الجديدة مختلفة ومحملة بالحزن وآلالم ودموع الفرحة والفخر، بالحزن لأنها الجراحة «الايكولوجية» الثالثة بعد أن شهدت التغريبة والسخرة الأولى التى روت الأرض بأرواح ودماء أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد مصرى فى افتتاح القناة الأولى فى عصر الخديوى إسماعيل، ومن هذه الدموع فاض النهر وعانق البحر وولدت مدينة بور سعيد الباسلة التى صدت العدوان الثلاثى بعد تأميم القناة، ومن تمويل القناة جاءت الجراحة الثانية وتحول النهر فى أسوان وبنى السد العالى، لكن الجراحة الثالثة دفع شهدائنا ضد الإرهاب دماءهم على مقربة منها لضحد الإرهاب فى سيناء، لذلك اقترح أن نبنى أعلى نصب تذكارى لهم ولنخلد أسماءهم وتضحياتهم مع كل موجة وكل سفينة عابرة، وهكذا من حورس وحتى السيسى مرورا بأحمس وناصر لازلنا نفرح ونبكى ونفخر وتحيا مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة