منذ ظهور جماعات التطرف الدينى وهم ينظرون للمرأة باعتبارها «وعاءً جنسيا» وهذا واضح فى كل أدبيات هذه الجماعات المتطرفة، ومع تزايد حدة التطرف لدى الجماعة يزداد تدنى النظرة للمرأة، فهى فى أدبيات تنظيم «داعش» نظرة تخالف رؤية الإسلام السمح للمرأة، الذى يحثنا على معاملة النساء معاملة كريمة لا تهان فيها كرامتهن، ولا تنتهك حرمتهن، هذا هو الإسلام السمح، أما الإسلام فى مفهوم الدواعش، فإنهم يعتبرون المرأة مجرد عملية جنسية ومجرد أداة تستخدم لجذب المقاتلين من كل أنحاء العالم، وهو ما ظهر مؤخراً فى كل المخاطبات التى يقوم بها قيادات داعش، التى حولت دولتهم إلى ماخور كبير تمارس فيه كل الموبقات بداية من الجنس الجماعى حتى أسواق النخاسة والرقيق، والغريب أن بضاعة سوق النخاسة لا يوجد فيها سوى جسد المرأة، وأصبحت العمليات الجنسية هى الطريق إلى الانضمام لتنظيم داعش الإرهابى.
إذن تنظيم دولة داعش الإرهابى لا يجد فى الجنس الناعم سوى جسد وسلعة تباع وتشترى، وهى النظرة الدونية للمرأة فى كل أدبيات خليفة داعش، الذى حلل الحرام وحرم الحلال فى دولته التى تتهاوى الآن وتسقط ليس لقيام أمريكا بدك قواعدها، ولكن لأن التاريخ يؤكد أنه لم ولن تقام دولة دينية أو غير دينية أساسها التطرف وغايتها القتل. إذن نهاية الدواعش قريبة جداً، ولهذا فإن تفنيد خطايا هذا التنظيم خاصة تجاه المرأة هو أحد وسائل هدم تنظيم داعش، وحسنا ما فعلته دار الإفتاء المصرية، عندما أعدت من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية تقريرًا جديدًا يرصد فيه ما يرتكبه تنظيم داعش الإرهابى من جرائم بحق المرأة تحت غطاء أوامر الإسلام وأحكامه، بتفنيد ما تستند إليه من أدلة وبراهين لشرعنة أفعالهم، رغم مخالفتها لأبسط قواعد الإسلام، وأوضح التقرير وأكد أن شرذمة ممن يدعون الإسلام ويصفون أنفسهم–دون غيرهم–بأنهم من يقيمون دين الله فى الأرض يمتهنون المرأة ويستغلونها أبشع استغلال لتحقيق مآرب وأهداف دونية لا تمت للإسلام بأدنى صلة، حيث يتم التغرير بالنساء والفتيات المسلمات–كما الرجال والشباب–للانضمام لتلك التنظيمات الشاذة فكريًّا والمنحرفة عقديًّا وإنسانيًّا من أجل بسط نفوذها على رقعة من الأرض، والادعاء بإقامة دولة الإسلام وتنصيب أنفسهم أوصياء على المسلمين فى العالم.