أواصل الكتابة عن قرار جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، معتمدا على مذكرات عبد الحميد أبوبكر الذى كان ضمن فريق التأميم بقيادة محمود يونس.
فى سرده للأحداث وتطورها منذ اختيار عبد الناصر لمحمود يونس لقيادة فريق التأميم، واختيار عبد الحميد أبوبكر مساعدا له، يستوقفنا معدلات أعمار الفريق الذى نفذ التأميم وهز الدنيا بأسرها، كان عمر عبد الناصر وقت اتخاذه هذا القرار 38 عاما فقط «مواليد 1918»، أما محمود يونس فكان عمره 44 عاما «مواليد 1912»، أما عبد الحميد أبوبكر فكان عمره 33 عاما «مواليد 1923».
كان أول شخص طلب يونس من عبد الناصر ضمه إلى فريق التأميم هو المهندس محمد عزت عادل «رئيس هيئة القناة فى ثمانينيات القرن الماضى»، وكان عمره 31 عاما «مواليد 1952»، وهو خريج كلية الهندسة عام 1950 وكان مشروع تخرجه هو إمداد ست مواسير بمياه ترعة الإسماعيلية من تحت قناة السويس إلى سيناء لرى بعض من أراضيها، وبعد التخرج فشل فى الالتحاق بوظيفة فى شركة القناة بالرغم من حصوله على الوساطة الضرورية، وأخبره السكرتير العام المساعد للشركة أن لغته الفرنسية أقل من المطلوب.
اختار الثلاثة «يونس وأبو بكر وعادل» الفريق الذى سيخوض المعركة معهم، ويقول أبوبكر: «تحدد أساسا للاختيار وجوب الموافقة الاجماعية لثلاثتنا على كل مرشح، أى يونس وأنا وعادل عزت، وإذا اعترض أحد من ثلاثتنا استبعد الاسم فورا من دائرة الاختيار»، ويضيف: «كانت نصيحة الرئيس عبد الناصر لنا أن نختار أشخاصا نثق فى وطنيتهم وكفاءتهم، وممن نستطيع أن نعمل معهم كعائلة واحدة، كما أن الرئيس طلب الاستعانة بأصحاب الخبرات من بين المدنيين لإعطاء عملية التأميم أمام الرأى العام العالمى صورة العملية القومية بدلا من صبغها بالصبغة العسكرية»، ويقول أبوبكر: «حيث أن ثلاثتنا كنا نعمل بالبترول، كما كنا أصلا ضباطا بسلاح المهندسين، جاءت معظم اختياراتنا من ضباط سلاح المهندسين ومن رجال البترول، وحيث إن القناة مرفق مائى هندسى اخترنا أيضا بعض الشخصيات الفنية المهمة من قطاعات أخرى، المهندس إبراهيم زكى وكيل وزارة الأشغال، ونبيه موسى وكيل وزارة المالية، والدكتور مهندس حسن إسماعيل رئيس قسم الهيدروليكا بهندسة القاهرة، والدكتور مهندس محمد حسان رئيس قسم الهيدروليكا بهندسة عين شمس، والمهندس توفيق الديب مدير بلدية بورسعيد».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
قرار التاميم لم يكن صائبا بالمره ......لم يحترم العقود الدوليه