للمرة الأولى يسقط من الإرهابيين بسيناء هذا العدد الكبير، وقد ظلت الأسئلة دائما أن كل عمليات الإرهاب خاطفة، تخلف شهداء ولا يترك الإرهابيون وراءهم أثرا، لكن هذه المرة كانت هناك مطالب دفعت بالقوات المسلحة لنشر صور قتلى الإرهابيين، ولم يعلن ما إذا كان هناك مضبوطون أحياء من الإرهابيين. وكما قلنا فقد كانت هذه أول مواجهة بالميدان مع الجيش، وأن الإرهابيين تخلوا عن خطة «الجرذان» أو الفئران التى تخرج من الجحور لتضرب، وترجع لجحورها.
ما الذى دفع الإرهابيين للدخول فى مواجهة من هذا النوع. لقد جربوا هذه الطريقة ونجحت فى بعض الدول واستخدموا عربات مفخخة مصفحة تقاوم القصف العادى، وكان الرهان على إسقاط نقاط فى أماكن مختلفة، لكن الخطة فشلت أمام صمود أسطورى لجنود وضباط أبطال كانت أعدادهم أحيانا واحد إلى عشرة من الإرهابيين، لكنهم صمدوا وواجهوا الهجوم ببسالة وهزموا التكفيريين.
كان واضحا أن لدى الإرهابيين خطة، إعلان احتلال الشيخ زويد واقامة نقطة ارتكاز، ومع سذاجة الخطة فقد كانت لها أهداف دعائية أكثر منها حقيقية أن يبقوا رافعين إعلامهم السوداء مدة لتقاط أفلام لينصرفوا ويعيشوا عليها، ربما لهذا كانت هناك دعاية سابقة التجهيز من أفلام قديمة وبيانات مزورة عن أرقام أو معلومات، واضح أن قنوات مثل الجزيرة ومواقع وحسابات على فيس بوك، ومواقع إخبارية ووكالات أنباء، كانت جزءا من المخطط، الأمر الذى يشير إلى أن العملية مجهزة ومرسومة لإحداث تأثيرات ونتائج تتبعها خطوات أخرى، وحتى تغريدات بعض التابعين لداعش أو الإخوان وتدويناتهم على فيس بوك كانت تتعامل على أن الإرهابيين نجحوا وحققوا نتائج كجزء من خطة نجحت من قبل فى العراق وليبيا.
كل هذا أطاح به صمود القوات الأسطورى، فالمهاجمون ليسوا مجرد إرهابيين، لكنهم قوات مدربة ومجهزة للقتل لكنها اصطدمت بصخرة الجيش المصرى. وبدا أن هدف إرهاب القوات ارتد ليصبح رعبا ظهر فى استغاثات الإرهابيين بقياداتهم.
كان خروج الإرهابيين من جحورهم هو ما أعطى الفرصة لاختيار قوة الجيش المصرى، وأوقع خسائر ضخمة للمرة الأولى فى تنظيم الجرذان، لكن الأهم هو توقع موجات أخرى من الهجوم من الإرهابيين لتعويض خسارتهم التى سوف تمتد تأثيراتها إلى خارج مصر. وقد تفتح الباب لمنح الشكوك حول الجهات الممولة والمشاركة تأكيدات، ربما تغير من قواعد اللعبة فى وقت قريب. هذا لو أتاحت الموقعة معلومات عن أماكن القيادة وخيوط التمويل للإرهاب.