الممحون كائن نشط لا يهدأ، إما متآمر أو جاهل معدوم الوعى.. يقبل من الإخوان أى شىء وكل شىء.. تعرض على يد الجماعة للاستخدام، ثم التكفير، فالإهانة، فالسحل، كما جرى فى أحداث الاتحادية فى عهد مرسى، ولكن يظل مناديًا لضرورة بقاء الجماعة فى النسيج الوطنى المصرى.
يتبنى عبارات ممحونة على طريقة «الدم كله حرام»، وتجده لا يرثى سوى قتلى الإخوان، فى رابعة والنهضة.. يحول مجرمى وقتلة عرب شركس، ومحمود رمضان الذى ألقى بأطفال الإسكندرية عيانًا بيانًا إلى إعدام وطن.. يحول محمد سلطان الأمريكى إلى أيقونة نضالية، لأنه تنازل عن الجنسية المصرية، ووصل ساجدًا إلى أرض ماما أمريكا.. يروج إلى أن مقتل النائب العام مؤامرة دبرها السيسى لنشر القوات المسلحة فى البلاد.. يشمت بعبارات على شاكلة «اللهم أهلك الظالمين بالظالمين» عند استشهاد جنودنا البواسل فى سيناء وهم قابعون فى بيوتهم.. على مواقع التواصل الاجتماعى يشجب مقتل خلية أكتوبر المسلحة، ويتشدق بأنه ضد حقوق الإنسان.
الممحون متحزلق ومدعٍ.. يبرر إجرام الجماعة بأنه رد فعل طبيعى على تصرفات النظام.. يدعو لمصالحة الإخوان ويُنظر لذلك ليفسح المجال للجماعة لتتنفس، ومن ثم تحيا وتتمدد من جديد.. يعشق استخدام الإخوان له كمحلل أمام الرأى العام الغربى ليصدروا القضية زورًا أنها صراع ثورة وليس سلطة، وعند استهلاكه إلى أقصى حد تقذف به الجماعة كالخرق البالية عند أقرب صندوق قمامة، كما حدث من قبل، ليعاودوا التقاطه من جديد عند الحاجة إليه، فيطيبون الخواطر، ويتشدقون كالغوانى بكلمتين معهودتين «لقد أخطأنا وهذه المرة سنسعى معًا حتى النصر»، ويصدرون بيانات نداء الكنانة، والدعوة لتوحيد الصف الثورى، والتأكيد مرارًا وتكرارًا عدم الحياد عن المسار الثورى، ليجمعوا شتات «السرسجية»، فيكونون وقودهم فى الحرب مع الدولة المصرية.
الغريب أن الكثير من هؤلاء المماحين لا ينتمون للإخوان فكريًا، إنما بعضهم من معتنقى الفكر التروتسكى، وحتى منهم الملحدون بلا ملة ولا دين، فهم من المحتفين والمنادين بحرية زواج المثليين، فيعبدون تابوهات قديمة وفاشلة، أنه لا ثورة إلا بالهدم والبناء من جديد على الأنقاض.. لا ثورة إلا بزوال الجيوش العسكرية، أو انحسارها وإضعافها فى نطاق ضيق لا يتعدى مسؤولية الغفر.. يؤمنون بأن الإخوان- لصوص الثورات-جزء من الثورة قد انحرفوا وعادوا من جديد ليوحدوا الصفوف، فهم ليسوا فحسب روادًا على القنوات الإباحية، كالجزيرة والشرق وغيرهما من الأبواق الإعلامية للإخوان، المستضافة والممولة من قوى إقليمية معادية لمصر، إنما بعضهم تحول لسماسرة يجمعون المماحين للظهور الإعلامى، ويجندون البعض بالدولارات ليقدموا عروضًا قوية على هذه القنوات عن قصص زائفة للإبادة الجماعية والاغتصاب والوحشية لجماعة الإخوان.
المماحين هم خدم الجماعة.. عبيدها وجواريها.. حملة مباخر معبدهم.. كدابين الزفة الذين يبكون، ويهللون، ويروجون لمظلومية الإخوان الزائفة العاهرة.