جندى مجند من تراب الأرض المصرية الطاهرة ومن مياه النيل المباركة، لا يحمل رتبة ولا يملك مالا ولا ينتظر منصبا أو مكانة تمنحه الوجاهة، لكن شجاعته تفوق جسارة الجنرالات العظام وعزة نفسه تجب كل أموال الدنيا ووطنيته ترفعه إلى أعلى المراتب متقدما على كل من يتولون المناصب، إنه البطل عبدالرحمن المتولى، الجندى الذى خاض معركة بطولية ضد عشرين إرهابيا هاجموا كمين الرفاعى بالشيخ زويد بأسلحة ثقيلة ومدافعt مضادة للطائرات.
البطل عبدالرحمن المتولى ابن عزبة الشال بالمنصورة واحد من الآلاف الذين يحملون العلم ويحلمون بغد أفضل ويتعلمون منذ نعومة أظفارهم أن ذرة من تراب البلاد أغلى من الروح وتستحق الدفاع عنها بالدم والروح، عندما هاجم المرتزقة الإرهابيون الكمين الذى يقف على أحد سواتره مدافعا، لم يرهب رصاصهم المنهمر، وبادلهم الرصاص الغادر المنهمر برصاصاته القليلة التى كانت سهاما من الله تصيب القلوب والأكباد المشحونة بالخسة والغدر.
الجندى البطل عبدالرحمن المتولى، استطاع بمفرده أن يقتل اثنى عشر إرهابيا، رغم إصاباته الجسيمة، جاءته الرصاصة الأولى فى ذراعه فاستبسل وقال ذراع واحدة قادرة على حمل السلاح والضغط على الزناد، وقتل ثلاثة من الكلاب المهاجمين، فباغته كلب رابع برصاصة استقرت فى جنبه، لكن البطل كز على أسنانه من الألم ولم يركع ورد للكلاب الصاع صاعين فأردى أربعة آخرين بدفعة من رشاشه، لكن الغادرين تركوا بقية الجنود وتحولوا إليه وهم يرون الرصاص يخترقه ولا يسقط وأصابته الرصاصات فى أنحاء متفرقة من جسده، فكان يلتفت للمهاجمين وبصيرته تمتد إلى أرواحهم فتخطفها حتى قتل خمسة كلاب آخرين ليكتمل من أسقطهم دستة من المرتزقة الإرهابيين قبل أن يصوب المجرمون على رأسه ظنا أنه يرتدى دروعا واقية.
كانت آخر كلمات البطل الشهيد لأمه يوم 29 يونيو «ادعيلى يأمه» وكانت دعواتها له زادا ليدافع عن كرامة بلده وعن علم بلده وعنا جميعا، نحن الذين نعيش فى المدن ونكتب كلمات كبيرة وننظر إلى ما يحدث فى سيناء على أنه مادة للحوار والجدل و مناسبة للتحليلات الباردة، لكننا لا نعرف وقع الرصاص ولا مواجهة الإرهابيين، وبعضنا يسمع ويرى ويقرأ كلمات الخونة الإخوان الشامتين فيصمت ولا يرد على بذاءاتهم. رحم الله البطل عبدالرحمن المتولى وجزاه عنا خيراً.