تتكشف الحقائق يوما بعد الآخر.. وتتساقط الأقنعة بصورة مذهلة.. فما كنا نعتقده فى لحظات، حقيقة يتجسد أمام العين المجردة كوهم يصعب إنكاره.. ومن تصورناهم رموزا، إذا بهم «بهلوانات» لحد أصاب الكبار قبل الشباب بالذهول!!
نصدق.. ويجب أن نصدق حجم الخونة والمتآمرين على هذا الوطن، وحرقتهم نيران ثورتى «25 يناير» و«30 يونيو».. ويجب أن نعتقد أن التحديات المفروضة على مصر، تتجاوز كل ماسبق أن واجهته طوال مئات السنين الماضية.
على امتداد تاريخنا كان العدو معروفا وواضحا.. كما كان الأصدقاء معلومين.. وكذلك محترفى الانتهازية وتجار الأزمات.. لكن ما نراه خلال الشهور الممتدة - الماضية - يفوق قدرة أى إنسان عادى على الاستيعاب.. ولأنها مصر التى تحميها مؤسسات وطنية عريقة، وقادرة على امتصاص الصدمات.. فقد استطعنا أن نصمد - وأمامنا الكثير - فى مواجهة طوابير خونة فى الداخل.. بخلاف طوابير خونة يعيشون فى «الشتات» من الذين أسميهم «غلمان بنى تميم» و«صبيان رجب بهلوان» وما خفى كان أعظم!!
كل هؤلاء تواجههم القوات المسلحة والشرطة والقضاء.. وتشاء أقدارهم أن يخوضوا معارك المصير دون نخبة تمثل طليعة للأمة، وفى غياب إعلام كان مبارك والإخوان حريصين على تخريبه.. وهذه الصورة كانت تحمل سر التفاف الشعب حول القائد، الذى أفرزته التحديات الخطيرة.. وقدمته الظروف الاستثنائية المفروضة على مصر.
إذا كنا ندرك حقيقة ما نعلمه وعشناه من أحداث، فسنفهم ونعرف قيمة أخطر المعارك - لا أقول أصعبها - التى خاضتها القوات المسلحة ضد أكبر العصابات التى كونتها دول فى سابقة لم يعرفها تاريخ الإنسانية.. ولأن الرئيس «عبد الفتاح السيسى» رضخ لإرادة الشعب، لكى يتحمل المسؤولية.. رأيناه يضرب المثل ويقدم الدليل على أن الأحداث العظام تنادى رجالها.. ذهب كعسكرى وسياسى إلى سيناء، ورفع يده بالتحية العسكرية لخير أجناد الأرض فى ثبات وهدوء وتحد.. وليقل للذين يتآمرون أننا ننتظر ما هو أصعب وأخطر.. وأننا مستعدون لكل المفاجآت.. ويلزمنا فقط أن نسمى الخونة بأنهم خونة، ونلفظ الراقصين على السلالم.. الذين كشفوا أنفسهم بغباء يجب أن نحسدهم عليه!!