دعاء عبد الله تكتب: صمت السؤال

الأربعاء، 08 يوليو 2015 03:00 ص
دعاء عبد الله تكتب: صمت السؤال ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تتسارع الحروف لتكون داخل العقل سؤال ينطق به اللسان وللحظة يسكن الصمت فتهرب الحروف ويموت السؤال وتستقر بين الضلوع ملايين السهام فلا نعرف ما إذا كنا بخير أو أن عالما بأكمله ينهار ويتبعه الزمان، هى لحظات ربما تبدو قليلة ولكن فى إثرها هى جدا كبيرة وربما تقلب حياتنا رأسا على عقب ربما تحولنا من أحباب إلى أغراب وتفرق قلوب ظنت يوما أنها تدق لحنا واحدا وتتغنى به صباح مساء، وتأتينا كعاصفة قوية قاسية فى حدتها تجردنا من ما كنا نظنه مشاعر لنكتشف أن الصمت هو لغة الحوار وأن الحروف أصابها دوار تلعثمت على الشفاه حتى ماتت قبل أن تنطق وتركتنا كسفينة تبحر فى بحر ثائر لا يوجد به شطأن .

هو حال الكثيرين يعيشون فى صمت أليم مع الناس وبين الناس وبقرب من نطلق عليهم أقرب الناس يعلو جدار بنى فى الاساس على أنقاض الإحساس، فهل من الطبيعى أن نعانى ويسحقنا القهر ونعود لنطرح كل الأسئلة بكل رحابة وانطلاق وكأن قيدا لم يولد وحاجز لم يرتفع وكأن شيئا لم يكن مثلما يقال، فلا فروق بيننا وبين الآخر الذى أتانا منه ظلم وقهر وأهدر فى دمائنا كل إحساس، هل يتوقع منا أن نعامله مثل سابق عهدنا وبكل بساطه نشكو ونحكى ماذا بنا؟

فهل هو حقا يهتم؟ من جرح فى الضلوع النبض وقطع بيديه مشاعر الورد هل حقا يهتم لحالنا ويستحق أن نزرع على كفيه ثمار الأسئلة المحيرة والمغيرة أو جتى المستهترة.. هل حقا سيهتم!

وإن ادعى الاهتمام ستجرحنا الاستهانة مرة أخرى بصدق سؤالنا، لذا أنعم الله علينا بالعقل لنميز ماذا يقال وماذا لا يقال وأمام من يقال وأمام من لا يقال، فرب العباد سبحانه وتعالى أحرص علينا من أنفسنا وخلقنا وميزنا عن باقى المخلوقات بنعمتى العقل ورقة الإحساس ولن يدرك هذه النعم كل من يدور حولنا فى دائرة الناس، فتحية وتقدير لكل لسان انعقد وعجز عن النطق أما من لا يستحق أن يسمعه، تحية وتقدير لكل سؤال أبى أن تتطاير حروفه أمام من لا يهتم بصاحبه ولم ينتظر الاحتمال، تحية وتقدير لكل إنسان إحترم السؤال وأجاب عليه بكل اهتمام، فكل الحكايات تبدأ دائما بسؤال، فالحب يبدأ بسؤال والعلم يبدأ بسؤال وحتى الراحه ربما قبل أن نستسلم لها نبدأها بسؤال، فالحياة ما هى إلا سؤال كبير وما نحن إلا إجابات صغيرة تتحرك على الأرض مرات تخطئ ونادرا ما تصيب، وعزائى الأخير لمن أرقته عذابات السؤال وأساء الاختيار وألقى بحروفه فى كف لا يطيقه وادعى بكل لؤم الفضول والاهتمام .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة