لم يعد لدى شك فى أن هناك من لا يريد خيرا لهذا البلد، وأصبحت مؤمنا أن هناك من لا يحب أن تستقر الأوضاع فى مصر، وأصبحت على يقين أن هناك من يريد تفتيت وحدة البلاد والعباد بعد أن اعتقدنا أن أحدا لا يستطيع ضربها منذ نجاح الجيش فى الإطاحة بحكم الإخوان وعزل الرئيس الإخوانى الفاشل محمد مرسى عقب مظاهرات الغضب الكبرى فى 30 يونيو 2013، ويبدو أيضا أن هناك من يريد استخدام الإخوان فزاعة لفرض قوانين ظاهرها الخير وباطنها الشر والدليل مشروع قانون مكافحة الإرهاب الذى جاء فى أعقاب العمليات الإرهابية التى وقعت فى سيناء ونجح جيشنا العظيم فى سحق ميليشيات داعش، ومنذ معركة جيشنا مع عصابة داعش وهناك أصوات من داخل النظام والحكومة تزعم أن هناك وسائل إعلامية تم استخدمها للهجوم على جيش مصر وهذا قول باطل ولكن تم استغلال هذا الحدث وتم تقديم مشروع قانون الإرهاب الذى تم سلقه والدليل أنه بدلا من أن يكون قانون لمكافحة الإرهاب اكتشفنا جميعا أنه قانون لمكافحة الصحافة والإعلام بكل أنواعه، قانون يساوى بين الإرهابى والصحفى، قانون يحبس الصحفى بالشبهة، قانون سوف يستغله الفاسدون لتكميم أفواه الصحفيين وقصف أقلامهم، ورغم أن مقدمى المشروع الأسود يعلمون علم اليقين حبنا لجيش مصر، إلا أنهم استخدموه لتمرير هذا القانون سيئ السمعة والنتيجة شماتة إخوانية من ناحية وسعادة غامرة من مراهقى يناير الذين انتظروا هذه اللحظة لكى يشمتوا فى الإعلام بكل أنواعه والسبب أن هذا الإعلام هو الذى كشف مؤامراتهم على الوطن وأن هذا الإعلام لم يتصد فقط لجرائم الإخوان بل نجح فى توجيه ضربة كبرى لمراهقى يناير الذين باعوا الوطن والمواطن من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة ولهذا فإنهم ومعهم الإخوان كانوا أول الشامتين فى الصحفيين بصفة خاصة والإعلام بصفة عامة.
والحقيقة أن ما يفعله البعض من المحسوبين على النظام بتقديمهم مشاريع قوانين تهدف إلى فرض قيود على هامش حرية الصحافة يزيد من شماتة أعداء الوطن بكل فصائلهم وليس الإخوان فقط أو مراهقى يناير فقط والدليل أن هؤلاء استغلوا هذا المشروع للنيل من الرئيس السيسى نفسه واعتباره أنه عدو الصحافة والصحفيين وبدأوا فى دق آسفين بين الإعلام والرئيس لهذا فإننى أطالب الرئيس بالتدخل لحذف كل مواد حبس الصحفيين فى مشروع قانون مكافحة الإرهاب وأنا على ثقة كاملة بأن تدخل الرئيس سيؤدى إلى حل الأزمة وتفويت الفرصة على أعداء الوطن للصيد فى المياه العكر، جميعا ننتظر تدخل الرئيس لإنهاء الأزمة قبل أن يتحول المشروع إلى قانون يشعل نار الفتن بين الصحافة والنظام.