نقلا عن اليومى...
أكد الدكتور حسين عيسى، رئيس جامعة عين شمس، فى حوار خاص لـ«اليوم السابع»، أن التعليم المفتوح خرج عن هدفه وفلسفته، وأصبح لا يحقق أهدافه، حتى تحول إلى تعليم موازٍ يخرج شهادة تعادل الدراسة المنتظمة، وهو أمر خطأ، مؤكدًا أن التعليم المفتوح له فلسفة انحرفنا عنها.
وأضاف رئيس جامعة عين شمس فى حواره لـ«اليوم السابع» أن ميزانية الجامعة للعام المالى الجديد وصلت لمليار و300 مليون جنيه، حيث لم تزد كثيرًا على العام الماضى، لافتًا إلى أن الجامعة طلبت أكثر، ولكن الحكومة لم تدبر سوى %70 من الموازنة المطلوبة، بينما تدبر الجامعة الباقى من مواردها الذاتية.. وإلى نص الحوار..
ما انطباعك عن العام الدراسى الماضى؟ وما السبب الرئيسى وراء اختفاء تظاهرات طلاب الإخوان وعودة الهدوء للجامعات مرة أخرى من وجهة نظرك؟
- بدون شك، إن العام الدراسى الماضى كان أفضل بكثير من العامين السابقين له، كان عامًا مستقرًا اكتملت أسابيعه الدراسية والامتحانات تمت بشكل عادى، ويرجع ذلك إلى استقرار الحالة الأمنية، إلى جانب الطفرة التى شهدتها الجامعة من خلال الأنشطة الطلابية غير المسبوقة فى تاريخ الجامعة، من أنشطة ثقافية وترفيهية ورياضية، وندوات علمية لم تتوقف، واستقرار الحالة الأمنية بالجامعة كان لـ3 أسباب، هى المنظومة الأمنية التى اكتملت، وتواجد الشرطة على البوابات، ووعى الطلبة وتمسك الطالب بحقه فى التعليم.
ما أهم الاستعدادات الخاصة بالعام الدراسى المقبل؟ وما أعداد الطلبة المقترح قبولهم؟
- المرحلة الحالية تتمثل فى إعلان نتائج الطلاب، والتى أصبحت جاهزة فى بعض الكليات، أما المرحلة الثانية فتتمثل فى تجهيز معامل التنسيق فى الكليات لاستقبال الطلاب لتسجيل رغباتهم بعد إعلان المرحلة الأولى للتنسيق، وفتح باب التحويلات للطلاب المقيدين بالجامعة لمدة شهر، وبمجرد إعلان نتيجة المرحلة الأولى للتنسيق ستبدأ الكليات فى تجهيز أعمال استقبال الطلاب الجدد وتجهيز ملفاتهم.
ومن المقرر مبدئيًا قبول 30 ألف طالب وطالبة فى العام الدراسى الجديد، ليصل إجمالى أعداد الطلاب لـ200 ألف طالب، وأعداد أعضاء هيئة التدريس تصل لـ15 ألف عضو هيئة تدريس، و30 ألف موظف، منهم 12 ألفًا فى المستشفيات، حيث تضم الجامعة 9 مستشفيات تضم 4 آلاف سرير، منها 800 سرير بالباطنة، و650 سريرًا بالجراحة، و800 سرير بمستشفى عين شمس التخصصى.
أعداد الطلاب فى الجامعة تصل إلى 200 ألف فى حين يقدر أعضاء هيئة التدريس بـ15 ألفًا.. كيف ترى ذلك؟
- النسبة غير مرضية فى مجملها، لكنها رائعة فى بعض الكليات، مثل الزراعة، والطب، والتمريض، وطب الأسنان، وغيرها، ولكنها سيئة فى الكليات ذات الأعداد الكبيرة كالتجارة والحقوق.
كم تبلغ ميزانية الجامعة فى العام المالى الحالى؟ وهل الميزانية زادت على العام الماضى؟
- ميزانية الجامعة للعام المالى الجديد مليار و300 مليون جنيه لم تزد كثيرًا، وطلبنا أكثر من ذلك، ولكن الحكومة تدبر %70 من الموازنة المطلوبة، والجامعة تدبر الباقى من مواردها الذاتية، ومعظم هذه الأرقام تصرف أجورًا ورواتب بقيمة تصل إلى مليار جنيه فى السنة الواحدة، أما المستشفيات فلها ميزانية خاصة بها، وكلها أيضًا موجهة للأجور والمستشفيات، ومعظم التجديدات والافتتاحات تكون من خلال التبرعات والمنح.
ماذا عن وضع المنظومة الأمنية فى الجامعة فى العام المقبل؟
- المنظومة الأمنية مبنية على مقومات أساسية، وهى الكاميرات والأمن الإدارى وأمن شركة «كوين»، بالإضافة إلى مساعدة الشرطة فى حالات الطوارئ، والتى من المتوقع أن تكون موجودة خارج الجامعة على الأبواب كما حدث فى العام الماضى ونجاح التجربة، ولكن الشرطة لن تدخل الجامعة إلا بعد طلبها فى حال ما يهدد الأرواح والممتلكات.
ما السبب الرئيسى فى عدم تجديد الجامعة تعاقدها مع «فالكون»؟
- هذا الأمر أعلنته أكثر من مرة، «فالكون»، فى الأصل عقدها الأساسى كان مع وزير التعليم العالى مفوضًا من رؤساء الجامعات لمدة سنة، وقبل 30 يونيو الوزير أعلن أنه لم يتم التوقيع لـ«فالكون» مرة أخرى، ولكن كل جامعة لها حرية التجديد مع «فالكون» أو لا. وقد شكلنا لجنة برئاسة نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة والمجتمع، وقارنا إيجابيات وسلبيات التجربة، والعرض الفنى والمالى المقدم من الشركتين، وعرضنا الأمر على مجلس الجامعة، ثم اتخذنا قرارًا بتجديد التعاقد مع شركة «كوين» ورفض شركة «فالكون».
هل تم القضاء على العناصر الإخوانية فى الجامعة؟
- أنا عندى طالب فى الجامعة لا يعنينى انتماؤه، سواء كان للإخوان أو 6 إبريل أو كان شيوعيًا، ولكن ما يعنينى احترام القواعد والتقاليد الجامعية، ومن يخالفها يطبق عليه القانون، والجامعة أطلقت مبدأ الحرية المسؤولة، ومن يلجأ للتخريب والعنف والإضرار بالعملية التعليمية يطبق عليه القانون بمنتهى القوة.
هل من حق أى طالب أن يرفع «شارة رابعة» فى الجامعة؟
- ليس من حق الطالب أن يرفع «شارة رابعة»، فرفع «شارة رابعة» يعنى أنه يعبر عن جماعة وحزب سياسى، وهو أمر غير مسموح به فى الجامعة.
هناك من يثير شائعات عن أن هناك خلافات مع وزير التعليم العالى، وأن هناك محاولات لسحب الثقة منه.. ما ردك على ذلك؟
- لم تحدث أشياء من هذا القبيل، والاختلاف لا يفسد للود قضية، وأنا عن نفسى ليس بينى وبين وزير التعليم العالى خلافات، ومن الممكن أن يختلف رؤساء الجامعات مع الوزير فى وجهات النظر فى قضية معينة، ولكن فى النهاية نحمل لبعضنا الود والاحترام، وموضوع سحب الثقة لم يحدث.
قضية التعليم المفتوح لماذا تم إرجاء البت فيها؟
- لجنة تطوير التعليم المفتوح المشكلة من المجلس الأعلى للجامعات أعدت تقريرًا من أقوى التقارير، إلا أنه تم إرجاء البت فيه حتى يتسنى لجميع رؤساء الجامعات قراءة التقرير بالتفصيل ومناقشته فى الجلسة المقبلة.
من وجهة نظرك ما أهم المشاكل التى يعانى منها التعليم المفتوح؟
- التعليم المفتوح خرج عن هدفه وفلسفته، وأصبح لا يحقق أهدافه، وتحول إلى تعليم موازٍ يخرج شهادة تعادل الدراسة المنتظمة، وهو أمر خطأ، والتعليم المفتوح له فلسفة فى العالم كله انحرفنا عنها.
كيف ترد على من يعتبر أن التعليم المفتوح مجرد «سبوبة»؟
- أعتقد أنه وصف ردىء وغير علمى، ولا يجوز قوله، فالتعليم المفتوح مش «سبوبة»، وكون التعليم المفتوح جزءًا من موارد الجامعة الذاتية فهذا أمر طبيعى نظير الخدمة المقدمة، فالجامعة دون موارد ذاتية «مش هتشتغل»، فالجامعات فى العالم تواجه تهديدًا ضخمًا نتيجة تقلص حجم الإنفاق العام.
ما أعداد الطلاب المقرر تسكينهم بالمدن الجامعية؟ وهل إنشاء مبنى فندقى يؤثر على الخدمة المقدمة للطلاب؟
- طاقتنا الإجمالية 8 آلاف طالب، وإنشاء مبنى فندقى لم يؤثر على الخدمة المقدمة للطلاب، وفكرنا فى إنشائه لتقديم خدمات متميزة للراغبين، خاصة أن هناك طلابًا وافدين طلبوا ذلك، فخصصنا مبنى يقدم خدمة أكثر تميزًا بالتكلفة الفعلية دون دعم، فى حين أن ذلك يشكل %5 فقط من المدن الجامعية، وتكلفة إقامة الطالب بالمبنى الفندقى قد تصل لـ1500 جنيه شاملة التغذية.
وماذا عن صندوق تحسين دخول العاملين؟
- تم إلغاء صندوق الأساتذة فوق السبعين، وجرى إنشاء صندوق تحسين العاملين بقانون، وتم وضع اللائحة بمشاركة العاملين، إلى أن تم اعتمادها من قبل وزارة المالية، وتم نقل 24 مليون جنيه من صندوق الأساتذة فوق السبعين لصندوق العاملين.
هل تدرس الجامعة إجراء تحليل للمخدرات للعاملين كما فعلت نظيرتها القاهرة؟
- الفكرة مازالت قيد الدراسة، ولم نتخذ قرارًا فيها حتى الآن، ونجرى تحليلًا للمخدرات للطلاب بالمدن الجامعية.
هل تدرس الجامعة تقديم منح لأوائل الطلاب بالثانوية العامة؟
- ندرس حاليًا تخصيص منح لطلاب الثانوية العامة، وسنعلن عنها قريبًا.
ماذا عن وضع الجامعة فى التصنيفات العالمية؟
- الجامعة كانت أول جامعة حكومية تأخذ تصنيفًا عالميًا «QS» بعد تقييم لمدة 6 أشهر، وحصلنا على «3 نجوم» كأول جامعة حكومية، ومازلنا فى الـ500 جامعة عالمية وسنتقدم أكثر، وترتيبنا الـ7 على مستوى الجامعات العربية، والـ4 على مستوى الجامعات الأفريقية.
ما أهم الافتتاحات التى ستشهدها الجامعة خلال الفترة المقبلة؟
- افتتاح مبنى التعليم المفتوح الجديد، ومطبعة الجامعة، والمطعم الفرعونى فى افتتاح رسمى، ومسرح كلية التربية، وتوسعات المرحلة الثانية فى مستشفى العبور.
بماذا تنصح الطلاب المقبلين على المجتمع الجامعى من خريجى الثانوية العامة؟
- أقول لهم «إنتم داخلين على مرحلة جديدة، ربنا يوفقكم فى اختيار الكلية المناسبة»، لكن التعليم الجامعى ليس نهاية الدنيا، فنحن فى حاجة إلى ثورة فى التعليم الجامعى والفنى وقبل الجامعى، وسياسات القبول يجب أن تتغير وكذلك نظام مكتب التنسيق.
