عمرو حمزاوى كتب مقالا، فى الزميلة «الشروق» تحت عنوان «عن أزمة الوطن التى يطيل المكارثيون أمدها!»
وبعيدا عن كون أن المقال يحتاج إلى ترجمة من مكتب أنيس عبيد، المتخصص فى ترجمة الأفلام الأجنبية، الأبيض والأسود، فإنه يحمل مغالطات، وإسقاطات، وهجوما ضد الدولة، واتهامات وأباطيل لا حصر لها.
عمرو حمزاوى قال نصا: «وعلى الرغم من الأزمة الشاملة التى تعصف بالوطن، وأبرز ملامحها عصف بسيادة القانون، وتمرير لقوانين، وتعديلات قانونية استثنائية تعيد التأسيس للسلطوية، وحكم الفرد، وإماتة للسياسة بكونها نشاطا سلميا وحرا وتعدديا وجهته هى صالح المواطن والمجتمع والدولة، وانتهاكات متراكمة للحقوق والحريات وعثرات اقتصادية واجتماعية متواصلة، وإرهاب تستبيح عصاباته ومجموعات دماءنا جميعا، يجد المكارثيون من خدمة السلطان والمكارثيون من مدعى احتكار الحقيقة المطلقة فى ذواتهم وفى أناهم الفردية والجماعية ما يمكنهم من متابعة الرقص على عذابات الوطن والتمادى فى الترويج للرأى الواحد والصوت الواحد، ومن ثم إلصاق الاتهامات ونزع المصداقية عن المختلفين معهم وتجريدهم من كل قيمة أخلاقية وإنسانية ووطنية).
الخبير الاستراتيجى، والقلوووزى، وأشهر من ارتدى حظاظة حمراء، رجل كل الأنظمة، يخرج علينا الآن، مفتيا، وداعيا، ومدافعا عن الحريات، ومهاجما الدولة ومؤسساتها الرسمية، ونسى الخبير والمنظر العالمى أنه رجل ارتكب عددا من الخطايا السياسية، نذكر منها 6 فقط.
الخطيئة الأولى: كان عضوا فى لجنة السياسات التى أسسها جمال مبارك، وقدم دراسات، وشارك فى اجتماعات، لمناقشة مشروعات تدعم وتساعد على ترسيخ سيناريو التوريث الذى هاجمه بعد 25 يناير 2011، واتهم نظام مبارك بالفساد، رغم أنه كان جزءا من ذاك النظام.
الخطيئة الثانية: عمله مديرا للأبحاث وباحث أول فى مركز كارنيجى للشرق الأوسط، وشملت أبحاثه الديناميكيات المتغيّرة للمشاركة السياسية فى العالم العربى، ودور الحركات الإسلامية فى السياسة العربية، (ركز هنا عن التغيير، ودور الحركات والجماعات الإسلامية، لذلك لا تتعجب من دوره المساند والداعم للإخوان، وتنفيذ سياسة تتسق مع السياسة الأمريكية الرامية، لتقسيم وتقزيم الدول العربية، وفى القلب منها مصر).
الخطيئة الثالثة: عمل عضوا فى المجلس الاستشارى التابع لقسم الشرق الأوسط فى منظمة «هيومن رايتس ووتش» وهى المنظمة التى تعمل ليل نهار فى إعداد تقارير كاذبة عن الأوضاع فى مصر، وقلب الحقائق، وتأليب المنظمات الدولية الرسمية، واستدعائها للتدخل فى الشأن الداخلى، وتحمل حقدا دفينا ضد هذا الوطن، والسؤال: كيف يرتضى عمرو حمزاوى (الوطنى والثورى والخبير الاستراتيجى، والفتاى الأول والمنظر العالمى)، العمل فى منظمة تحمل كل هذا العداء والكراهية لبلاده؟
الخطيئة الرابعة: مشاركته، وهو الخبير الاستراتيجى، والسياسى العبقرى التى لم تلده ولادة، فى مؤتمر الفضيحة والعار، لوضع خطة تآمرية لتوجيه ضربة عسكرية ضد إثيوبيا، وإزالة سد النهضة من على الخريطة، وذلك على الهواء مباشرة، ليشاهد العالم كله، و(كستنا فى نخبتنا) ويتأكد (خيبتنا التقيلة فى العباقرة عمرو حمزاوى ورفاقه)، وبدلا من أن يعتزل السياسة، ويبتعد عن المشهد كليا، خجلا، وألما و(يكفى على الفضيحة ماجور)، يحاول الآن إعادة كرة التنظير اللوذعى وقلب الحقائق من جديد.
الخطيئة الخامسة: كل الكتب والأبحاث التى شارك فى تأليفها وإعدادها، تتحدث فقط عن التغيير، ودعم الحركات والتنظيمات والجماعات الإسلامية، بداية من كتاب (بين الدين والسياسة) والذى صدر عام 2010، وكتاب (خيارات العرب ومستقبلهم.. الديمقراطية والإسلام السياسى والمقاومة) والذى صدر أيضا عام 2010، أى قبل ثورة يناير مباشرة و(الحدق يفهم).
الخطيئة السادسة: عداؤه الشديد، وكراهيته المفرطة للقوات المسلحة المصرية، وشارك كلاعب أساسى وفاعل فى تدشين الكراهية، واستحداث هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر»، لتمكين الإخوان من الحكم، وفى حوار له فى إحدى المجلات يوم 27 نوفمبر 2011 قال نصا: (المجلس العسكرى فقد شرعيته ووقع فى مجموعة من الأخطاء التى حالت دون تحقيق مطالب الثورة الأساسية، فلم تتحقق أية خطوات لا فى مجال الحريات السياسية ولا العدالة الاجتماعية.. هذا بالإضافة إلى وجود قيود على الإعلام والمحاكمات العسكرية للمدنيين، الأمر الذى أدخلنا فى أزمات).
هذه الخطايا جزء من كل، ومع ذلك يخرج علينا مدافعا عن الإخوان والحركات الفوضوية، وأنه الوطنى والثورى والناشط والخبير الاستراتيجى والفاهم الأوحد، ويتهم من يدافع عن الدولة ومؤسساتها، وجيشها، بالفاشى والنازى، وجزء من آلة إعلام (السيسى) الغاشمة الباطشة.
أى هراء يا سادة الذى نعيشه، ومن أين لعمرو حمزاوى ومن على شاكلته، بكل هذا الجبروت، وغلظ العين، كلاعب محورى فيما آلت إليه البلاد، ولولا شعب مصر وجيشه العظيم، لسقطت البلاد فى بحور الفوضى المظلمة، ومع ذلك يخرج علينا الآن ليمارس نفس اللعبة، ويؤدى نفس الدور الذى لعبه قبل وبعد ثورة يناير!!
إنه العبث فى أزهى عصوره على الإطلاق...!!!