بالطبع هناك الكثير من العمل والجهد فى أنحاء بلادنا من الشرق للغرب، ومن الشمال للجنوب، وبمناسبة قناة السويس الجديدة التى تمثل حلقة مهمة فى حلقات الإرادة والثقة التى تبشر بمزيد من المشروعات المهمة، وتمثل قاعدة لتوفير فرص استثمار وعمل. هناك نجاح واضح فى مواجهة مشكلة الكهرباء، خطوات فى تطوير معاهد القلب والمراكز المتخصصة فى العلاج، هناك خطوات جادة لأول مرة من سنوات لمواجهة حقيقية مع فيروس التهاب الكبد الوبائى الذى التهم ملايين المصريين فى سنوات. كل هذا وأكثر يمثل علامات نجاح لا يمكن إغفالها، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك أيادى تحرق وتخرب وتنظيمات إرهابية همجية تمثل تحديا، كل هذا يضاعف من قيمة العمل القائم على الأرض.
هذه الجهود تحتاج إلى أن نحرسها ونصونها، ونتمنى أن تسود الروح الجادة فى كل المجالات، لولا وجود نقاط تحتاج إلى علاج واضح. فلا يمكن أن نتصور أن يحقق المصريون إنجازا بحجم القناة الجديدة فى أقل من ثلث الوقت المخصص، ويعجزون عن تحقيق النظام والنظافة المطلوب والصيانة، وأن يضطر رئيس الوزراء لزيارة الأحياء والدعوة لتنظيفها. هناك ثقوب فى دولاب الإدارة هى التى تدمر جهود من يعمل وتتسرب منها كل الجدية والجهد، بل وخطرها أكثر من الإرهاب.
ظاهرة القمامة فى الكثير من الأحياء والمدن، ومعها الإهمال والتسيب تخبرنا بأن هناك محافظين ورؤساء مدن وأحياء وقرى لم تصلهم رسالة الوقت، ما تزال أحياء ومدن وقرى تعانى القمامة والإهمال وتردى الخدمات وتكسير الشوارع. هؤلاء لا يستحقون البقاء فى أماكنهم وربما يستحقون العقاب، لا يليق بالقاهرة وهى تستقبل ضيوف افتتاح القناة الجديدة أن تبقى أحياؤها رهنا للإهمال والفوضى والزبالة وتتعرض الشوارع والأرصفة للسرقة، وربما يجب على محافظ القاهرة أن يعرف أنه ليس محافظا لوسط البلد وإنما للعاصمة، ولا يليق أن تبقى أحياء مثل عين شمس والمطرية والمعادى وحدائق المعادى وغيرها بهذه الصورة من الإهمال ومثلها أحياء ومدن وقرى فى كل البلاد، الخدمات الصحية بعيدا عن العاصمة، متردية.
رئيس الوزراء قرر إبعاد رئيس حى وسط القاهرة بسبب الزبالة، وما يزال رؤساء أحياء يشغلون مناصبهم ويحصلون على رواتب وميزات وأحياؤهم مزبلة، وهم إما مخربون متعمدون، أو مهملون. وفى الحالين وجودهم يدمر أى إنجاز، ويسرق أى نجاح.
ومن حق هؤلاء الذين نجحوا فى حفر قناة جديدة ومن واجهوا أزمات الكهرباء ومن شقوا الطرق ورفعوا الكبارى أن يفخروا بعملهم، لكن هذه المشاعر يفسدها بقاء الفاسدين والمهملين.
نحن قادرون على الإنجاز، وهناك من هم قادرون على إفساد الإنجاز، والحل فى إبعادهم ومحاسبتهم قبل أن يدمروا كل نجاح.