أيام قليلة، ويحتفل شعب مصر بالذكرى الثانية لتحرير ميدانى رابعة والنهضة من الاحتلال الإخوانى الغاشم، وهى الذكرى التى يعتبرها الإخوان طوق نجاة لهم بعد أن حولوا هذه الذكرى إلى مناسبة كربلائية «نسبة إلى كربلاء»، حيث تاجر الإخوان بعملية فض رابعة بصورة جعلت بعض رؤساء الدول مثل
الرئيس التركى أردوغان يتبين الموقف الإخوانى ويحاول فى كل مناسبة، الزعم بأن ما حدث مع الإخوان فى ميدان رابعة كان مجزرة، وهو كلام كاذب، لأن الحقيقة التى يعلمها الإخوان أن شياطين الجماعة، وعلى رأسهم بديع والشاطر والبلتاجى وحجازى وغيرهم ممن هربوا قبل ساعات من بدء تحرير الميدان هم الذين خططوا لكى يسقط ضحايا، ليتم المتاجرة بكل قتيل أو جريح، وهو ما حدث بالفعل، بل واستخدام رابعة مثل الأيقونة يتم التجارة بها، والحقيقة أننا يجب أن نعترف جميعًا بأن جماعة الإخوان المسلمين نجحت فى تأصيلها لعلامة «رابعة» الماسونية، وجعلت كل أطياف الشعب المصرى مشغولًا بها، سواء من يؤمن بها أو يكفر بها، وأصبحت مثار جدل ومناقشات، ولكن لماذا نجح الإخوان فى ترويجهم لهذه
العلامة التى أصبحت شعار جماعة الإخوان المسلمين، وجعلتنا جميعًا ننسى شعار الإخوان الأصلى وهو «السيفان والمصحف»؟ فلم يعد أحد يرفع هذا الشعار فى أى مظاهرة إخوانية، ولم يعد أحد يرفع عبارة «الإسلام هو الحل»، بل أصبحت «رابعة» هى الأصل فى الدعوة الإخوانية، لدرجة أننا نسينا معركة الإخوان الأصلية، وهى عزل رئيسهم محمد مرسى، ومنذ نجاح شعب مصر فى فض هذا الاعتصام المسلح وتحرير ميدانى رابعة والنهضة من الاحتلال الإخوانى، وهناك حرب تجرى بشكل يومى ويسقط فيها شهداء وقتلى بين جماعة وبين شعب.
شعب يحاول العيش فى سلام، وجماعة تدق طبول الخراب والحرب، جماعة فشلت فى كل شىء، لكنها نجحت فى زراعة تنظيمات إرهابية فى مناطق حساسة، مثل سيناء والحدود الغربية مع ليبيا التى تحولت بالفعل إلى وكر حقيقى لكل التنظيمات الإرهابية المسلحة، مثل داعش وغيرها من الجماعات التى احتلت ليبيا، وبدأت فى تنفيذ عمليات إرهابية، وتتكرر نفس العمليات الإجرامية فى سيناء وعدد من محافظات مصر، وهو ما يجعل جيشنا يقوم بمحاربة تنظيمى داعش وبيت المقدس الإرهابيين، رغم محاولات كل منهما فرض حصار على سيناء من خلال عملياتهما القذرة المتمثلة فى قتل جنودنا، وتفجير معسكرات الجيش والشرطة، معتمدين على تمويل ودعم خارجى لتنفيذ تلك المذابح القذرة ضد جيشنا فى سيناء، كل هذا حدث قبل فض رابعة والنهضة، ولكنه زاد بعد عملية الفض، ويبدو أن إشارة البدء كانت مع
تصريحات محمد البلتاجى الذى لا يمكن أن ننسى عبارته الشهيرة والتى فيها «إن العمليات فى سيناء ستتوقف عندما يعلن الفريق السيسى تراجعه عن قرارات عزل الرئيس مرسى»، والمفاجأة أن الذكرى الثانية تحل بعد أيام، ولم تتوقف العمليات الإرهابية فى سيناء، وكذلك لم ولن يعود مرسى للحكم أو لكرسى الرئاسة أو للقصر، كما يردد دراويشه.
عبد الفتاح عبد المنعم
أقوال جديدة فى ذكرى تحرير «رابعة» من الاحتلال الإخوانى
الإثنين، 10 أغسطس 2015 12:11 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة