بعد أيام من طرح إيران مبادرة لتسوية الأزمة السورية، تجدد الكلام بقوة عن اللقاءات السرية التى حدثت بين مسئولين سوريين وسعوديين والذى تسربت أنباء عنه قبل نحو شهر تقريبا، فعلى صفحات صحيفة الحياة اللندنية أول أمس، تحدثت مصادر سعودية رفيعة المستوى عن لقاء حدث يوم 7 يوليو الماضى فى مدينة جدة بين مسئولين سعوديين واللواء على مملوك رئيس مكتب الأمن القومى السورى (المخابرات ).
اللقاء السعودى السورى ،حدث بعد لقاء بين الرئيس الروسى بوتين وولى ولى العهد السعودى وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان فى مدينة بطرسبورج الروسية، وهو ما يعنى أن روسا كانت هى المعنية أكثر من غيرها بهذا اللقاء، وقالت " الحياة " ،إن المملكة ربطت مصير الرئيس السورى بشار الأسد بعملية سياسية فى سوريا شرطها الأول انسحاب إيران والمليشيات الشيعية التابعة لها وحزب الله، مقابل وقف دعم المعارضة ليبقى الحل سوريا سوريا،ما يمهد إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة.
المبادرة السعودية على هذا النحو الذى تحدثت عنه جريدة "الحياة " هى ببساطة ضد المبادرة الإيرانية، التى تقوم على أربع نقاط أهمها الحديث عن تعديل دستورى يضمن التوازن بين طوائف الشعب السورى، وإجراء انتخابات بعدها، وقالت مصادر إيرانية أن إيران طرحت هذه المبادرة بعد التشاور مع أطراف دولية وإقليمية من بينها مصر وتركيا وروسيا، وبالرغم من أن هذه المبادرة لم تحظ بترويج إعلامى على الأقل فى مصر، إلا أنه لا يمكن الفصل بينها وبين الطرح الذى قدمته صحيفة "الحياة "وهو يذهب فى مقاصده ومراميه إلى تفريغ أى تصورات قد يراها البعض بأن إيران هى صاحبة المبادرة والمبادأة،والقول الفصل فى الأزمة السورية الآن.
وعلى الأرض الواقع ،لا يمكن لأى عاقل أن يتصور إمكانية انسحاب مقاتلى حزب الله الذين يقاتلون جنبا إلى جنب مع الجيش العربى السورى ضد التكفيريين والإرهابيين من داعش إلى جبهة النصرة وغيرها، وبالتالى فإن الطرح الذى يتحدث عن انسحاب حزب الله هو طرح يبدو مستحيلا، وعليه فإن لحلحلة الموقف السعودى فى الأزمة السورية يبدو صعبا حتى الآن، وعلى أثر ذلك تشير كل الشواهد إلى أن الوضع لن ينته إلا بحسم المعارك على الأرض
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة