بعيداً عن الآراء وقراءة المشاهد وضيق الأفق وتوسيع القراءات والحديث عن الروح الوطنية التى يعيشها المصريون الآن ابتهاجاً بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، ونقطة انطلاق حلمهم باقتصاد قومى يقودهم إلى عيشة كريمة، وعلاج صحى سليم وتعليم لأجيال قادمة تقود قطار التنمية فى البلاد، فما يقدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن خلفه كتيبة من رجال القوات المسلحة للشعب المصرى وشعوب العالم بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة فى أقل من عام يعد إنجازاً تاريخياً بكل المقاييس، سيسجل فى كتب التاريخ كى تستوعبه الأجيال القادمة ليزيدهم إصرارا وعزيمة بالافتخار والتمسك دائماً بجيشه المصرى، مثال الوفاء والإخلاص لتراب هذا الوطن، فلم يفرك فركة ولم ينحز يوماً لأحد على حساب وطنه مقارنة بجيوش عربية مجاورة وملاصقة لحدودنا انغمسوا فى صراعات داخلية بغية الاستحواذ على السلطة، فضاعوا وأضاعوا وطنهم، وتلوثت أيديهم بقتل وتشريد شعوبهم، فانتهت قوميتهم وكتبوا شهادة وفاة وطنهم بأيديهم.
فعلى مر تاريخ الدولة المصرية دائماً وأبداً يقدم الجيش المصرى نموذجاً فريداً من الوفاء والوطنية لبلادهم الحبيبة مخالفاً جميع الجيوش العالمية على مر زمانهم، وقد سبق أن قدم الجيش المصرى فى تاريخه الحديث ملحمة أكتوبر، وأبهر العالم بتلك الملحمة وفى زمن قياسى، فدائماً رافعاً شعار التحدى متمسكاً بوطنيته وهذا ليس بجديد عليه.. أضف إلى ذلك أنه توجد علاقة تاريخية بين الجيش وقناة السويس وأرض سيناء، فهما دائماً وعلى مر التاريخ بوابة كل المستعمرين لمصر، ودائماً وأبداً الجيش المصرى حائط الصد الأول، وشعبه حائط الصد الثانى لكل معتدٍ طامع.
وبالعودة إلى الماضى القريب نجد أن القوات المسلحة وأبناءها بداية من الرئيس جمال عبدالناصر مُصدر قرار تأميم قناة السويس، ومروراً بالرئيس السادات قائد معركة أكتوبر وإعادة فتح قناة السويس مرة أخرى، وأخيراً بالرئيس عبدالفتاح السيسى وإنجازه القياسى لمشروع حفر قناة سويس الجديدة، وضخ شرايين جديدة وعديدة للاقتصاد القومى المصرى لتقود حركة التنمية الاقتصادية للبلاد للانطلاق، فهذه علاقة تاريخية بين الجيش وقناة السويس وأرض سيناء، فإيرادات قناة السويس بعد تأميمها تولت الإنفاق على بناء السد العالى بخلاف أن عائدها السنوى للبلاد قد حقق أرقاما قياسية للاحتياطى النقدى مما يعد دخل قناة السويس هو الدخل الأول والأساسى والسنوى للبلاد، فهذا شريان اقتصادى مهم وعظيم وملاذ المصريين الوحيد على مر التاريخ فى مواجهة الظروف التى تحاك بها بلادهم، سواء تمثلت فى حروب لطامعين ومعتدين أو عواصف اقتصادية صعبة، أو ثورات على الأنظمة الحاكمة، وسيسجل المؤرخون كتبا عديدة بسطور من ذهب للرئيس عبدالفتاح السيسى وكتيبة رجال القوات المسلحة، لما قدموه لبلادهم، وأنهم على العهد باقون مع وطنهم، ويظهر ذلك جلياً بانحياز الجيش للشعب المصرى فى ثورتيه ضد نظامى مبارك ونظام الجماعة الإرهابية المتآمرة على الوطن، وتلوثت أيديهم بدماء المصريين، وإنقاذ وطن من الفوضى والانهيار بعد أن تحالفت كل قوى الشر سواء عربية أو أجنبية للزج به فى هلاك الحروب الأهلية المدمرة لوطنها، انطلاقاً لضياع الهوية التاريخية المصرية والعربية والقبطية والإسلامية.
فالشعب المصرى على موعد مع التاريخ على أرض قناة السويس الجديدة ليقدم المصريون نموذجاً للتحدى والعبور لشعوب العالم، ويقدموا أوراق اعتمادهم لشعب قادر على الإنجاز والتطور والتحدى لمستقبل أفضل وأرقى وأحدث ومتطور ومتزامن مع سباق التكنولوجيا الذى يبهرنا يومياً كشعب مصنف من دول العالم الثالث.
فنحن كمصريين على موعد قريب من صورة ستتغير وانطلاق فى أداء لملامح مصر الجديدة التى يحلم بها المصريون ويثقون كل الثقة فى رئيسها ورجال القوات المسلحة الحضن الكبير والحامى لها. ومنذ فترة ومازال يخوض الجيش معركة الاقتصاد، ويقود قاطرة التنمية الاقتصادية فى ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية، ومؤامرات خارجية وداخلية، وحدود ملتهبة، يقف رئيس الدولة وجيشه وقفة العظماء ويدعو 30 رئيس دولة ورؤساء وملوك للحضور لحفل افتتاح قناة السويس، ليشهدوا أمام العالم أجمع أن فى مصر رجالا مخلصين لوطنهم وجيشا عظيما على مر التاريخ يقدم نموذجاً للوطنية الفريدة، وشعبا قادرا على التحدى والصمود أمام العواصف والمؤامرات الخارجية والداخلية. فالملامح الرئيسية للمخطط الذى وضعته هيئة قناة السويس لمشروع تنمية منطقة القناة، والذى يحمل اسم الحلم المصرى العظيم يتضمن مصادر تمويل المشروعات المتوقعة على ضفاف قناة السويس، ومنها الاكتتاب الشعبى والتمويل الحكومى ومساهمات البنوك الوطنية والأجنبية فى المشروعات الكبرى.
وباستعراض تقرير أعدته مجموعة «أنتيا سان باولو» أكبر مجموعة مصرفية واقتصادية فى إيطاليا عن افتتاح قناة السويس الجديدة على التجارة البحرية فى البحر المتوسط والفوائد الاقتصادية المتوقعة على حركة التجارة العالمية وانعكاسه على موانئ البحر المتوسط، أشار التقرير إلى أن مصر تحتل المركز التاسع عشر من أصل 157 دولة تمر بها خطوط الشحن ويظهر أن مصر من أفضل دول الشرق الأوسط فى المجال اللوجيستى. كما احتلت مصر المرتبة 62 من أصل 160 دولة بالنسبة للخدمات اللوجستية، وأن منطقة قناة السويس قادرة على المنافسة على المناطق اللوجستية الكبرى فى العالم وتظهر المؤشرات زيادة طلبات المرور من القناة بزيادة تبلغ 7% سنوياً، ومن المتوقع خلال عام 2018 أن يعبر من السفن العملاقة لقناة السويس الجديدة حوالى 83 سفينة سنوياً، مما سيحقق عائدا كبيرا للاقتصاد المصرى.
فدائماً أبناء القوات المسلحة هم أهل ثقة ومكانة لقيادة البلاد وإخلاصهم اللامحدود لوطنهم، وأنهم الملاذ الوحيد للمصريين للدفاع عن هويتهم وعروبتهم وإسلامهم، فالمنطقة العربية بأسرها تثق فى قدرات الجيش المصرى وكفاءته فى الدفاع عن القومية العربية والإسلامية، وأنه الجيش الوحيد القادر على الدفاع عن أمن وسلامة المنطقة التى تحاط بها المؤامرات من الدول الكبرى لتمزيق أواصله، وتشتيت شعوبه، والإنهاء على المنطقة بأكملها، وإدخالها فى صراعات وحروب أهلية تنهى على قوميتها وهويتها بأيدى وأموال أبنائها. فهنيئاً لشعب مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة، وهنيئاً له بجيشه العظيم الباسل، وهنيئاً له بقائده عبدالفتاح السيسى نموذج الوطنية والإخلاص والتحدى والوفاء لتراب وطنه وشعبه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة