هل تصور أحد الإعجاز فى خلق الأرض ومن عليها من مخلوقات وحشرات و نباتات وأنهار وأسماك وبحار وبشر؟، وهل فكر أحد فى الكرة الأرضية المعلقة فى الفضاء غير المحدود؟، وهل فكر أحد فى حجم الأرض التى يعيش عليها البشر ويتقاتلون ويتصارعون، مقارنة بكواكب المجرة، وحجم المجرة ذاتها بالنسبة لغيرها من المجرات؟
إن الأرض التى نعيش عليها مقارنة بالمجرة وما فيها من كواكب لا تزيد على رأس دبوس صغير، بكل ما عليها من كائنات وأشجار ونباتات، وغيرها من الحيوات غير المرئية، وعلى هذه الكرة المعلقة فى الهواء عاش الإنسان وحارب وشيد وهدم وحلم وتطلع إلى حياته القصيرة، أملًا فى أن تكون ألف أو آلاف الأعوام.
لو نظر الإنسان إلى هذه المعجزة بواقعية وموضوعية ما تردد فى أن يسجد، مُقرًا ومعترفًا بوحدانية الله سبحانه وتعالى، وبقدرته وإبداعه هذا الكون الرائع، ولغمره الحب لله سبحانه وتعالى.
والإسلام كدين دعا إلى النظر والتأمل فى النجوم والفضاء المحيط بعالم الإنسان، قال الله تعالى فى سوره الأنعام «لِتَهْتَدُوا بِهَا فِى ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وعلى أساس هذه الدعوة طور المسلمون أدوات الرصد والإبحار، فمازال العديد من نجوم الإبحار تحمل أسماء عربية. وروى فى صحيح مسلم عن ابن عمر أن «الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد أو لحياته، بل هما آيتان، وجاء فى القرآن العظيم أن «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ»، وقال تعالى «لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ»، وبدءًا من القرن الثانى الهجرى أصبح علماء الفلك يعتمدون على الملاحظة والمراقبة بدلًا من الفلسفة. ولقد نهى الإسلام عن الإيمان بالكواكب كوسيلة من وسائل معرفة الغيب، لكن الإسلام فرّق بين علم الفلك والكواكب، والسحر والشعوذة، فالأول مهم، ودليل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى، والثانى من أعمال الشياطين التى تمهد لأعمال مخالفة للشريعة الحنيفة، وهو أيضًا من أعمال الشرك.