احتفل الشعب المصرى ومعه كثير من رؤساء وقيادات على مستوى العالم يوم 6/8 فى الإسماعيلية بافتتاح مشروع توسعة قناة السويس، على خلفية احتفالات شعبية اتسعت لها كل محافظات مصر شمالاً وجنوباً عبرت عن فرحة الشعب بالمشروع، وما يمثله من قيم وما يحمله من رسائل للداخل وللخارج.
وبعيداً عن الخلاف حول المشروع وحجمه ومسمياته، وكم عوائده الاقتصادية الآنية والمستقبلية، فالمشروع كان فى توقيت تحيط به التحديات الداخلية والخارجية، ناهيك عن المواجهة المصيرية مع الإرهاب، وهذا وغيره كثير فى ظل من يحاول ولا يزال أن يسقط الدولة ويفشلها، ولذا كان من الطبيعى أن يأخذ المشروع مع أبعاده الاقتصادية والاستثمارية أبعاداً أخرى سياسية وإعلامية ومعنوية تعبر عن إرادة التصميم على الإنجاز فى وقت قياسى، وتظهر الثقة التى أولاها المصريون للقيادة السياسية، تلك الثقة المتمثلة فى تمويل المشروع بأموال الشعب. تلك الثقة التى قدرها العالم وأدرك أبعادها ورصد مراميها، فكان هذا الحضور الدولى الذى أعاد الاعتراف والمساندة لنظام يونيو ولقيادته، الآن بعد إنجاز المشروع وبعد أن فرحنا وعبرنا عن سعادتنا هل انتهى دورنا، ويصبح من الطبيعى كعادتنا أن تعود «ريما لعادتها القديمة»؟ التحديات قاسية ورهيبة والمواجهات متعددة ومتباينة والمشاكل معقدة ومتراكمة، والآمال بلا حدود والطموحات بلا حصر، ولذا وعلى ذلك كانت الثقة غير المسبوقة للسيسى كزعيم ضرورة. والضرورة هنا لا تقلل من قدرة ولا تحد من إمكانياته، ولكنها تلقى عليه كثير من المهام الجسام. الضرورة هنا تأكد له أن الشعب قد عقد آماله لا على شخصه، ولكن على قيادته ورؤيته ووطنيته وإخلاصه، لتحفيز الإرادة الشعبية للعمل والتى بدونها لن يستطيع أن يبنى مصر الجديدة، لذا فالمطلوب مصر الوطن. مصر كل المصريين، وهذه قيمة قد أدركها السيسى ولا يزال فهو لا يحبذ شعار «يحيا السيسى» كعادة المصريين مع الرؤساء والحكام، ولكن دائماً يقول «تحيا مصر». السيسى يعلم جيداً دور المنافقين الذين يسايرون وينافقون كل رئيس، والذين هم مع كل نظام تحت ادعاء الوطنية. هؤلاء لا هم لهم غير الالتفاف حول الرئيس، ومحاولة تأليهه واختصار الوطن فيه. السيسى يعلم أن هذه السياسة وتلك الممارسات التى اعتدنا عليها لا ولن تعد صالحة للاستعمال، فى ظل ظروفنا وما نريد أن نحققه من إنجازات. الآن لا نريد النفاق، ولكن نريد العمل والعرق وبذل الجهد، ومزيدا من الإنتاج، نريد محاربة الفساد ليس بالقانون وحده، ولكن بالمواجهة الشعبية التى لا تخضع للفاسدين وتجاريهم، بل تحاربهم وتكشفهم، نريد تغيير نظام العمل الذى يحكم جميع الأنشطة، تعليم، صحة، زراعة، رى، مرور، إسكان.. ألخ، مع تغيير منظومة القيم والثقافة المجتمعية السائدة، فهو نظام قديم متهالك، قواعده بالية، وأنظمته متخلفة، وإجراءاته معقدة فوجدنا الفساد والرشوة والمحسوبية، نريد تطبيق القانون بلا تردد، وبدون إبطاء، وبلا تصفية حسابات، حتى يصبح الجميع أمام القانون سواء، حتى يسود مبدأ العدالة وهو أساس الحب وأرضية التوحد. نريد إعادة تدريب وتأهيل وتوزيع العمالة بلا حسابات غير المصلحة الوطنية وصالح العمل، حسب خطة ورؤية سياسية تعى التحديات بعيداً عن رؤية الملفات والمكافآت. نريد متابعة ومحاسبة ومراقبة أولاً بأول، وعلى كل المستويات من الغفير إلى الرئيس. فهل نعى خطورة المرحلة وجسامة التحديات، وعظم الآمال المرجوة لشعب مصر العظيم؟ عاشت مصر وعاش شعبها العظيم.