إسراء عبد الفتاح

سيبوا الناس فى حالها

الجمعة، 14 أغسطس 2015 10:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن فى أكثر عصور تدخل الناس فى حياة الناس، قصة قصيرة حزينة قرأتها على مواقع التواصل الاجتماعى لشاب وفتاة يوم فرحهما راحا يحتفلان بالفرح فى دريم بارك وسط سخرية رواد دريم بارك لهذا اليوم، حسب ما تم نقله على صفحات التواصل الاجتماعى، لدرجة «أنهم حطوا الموضوع فى دماغهم لحد ما عرفوا هم ليه راحوا دريم بارك يوم فرحهم وأن فى شخص توفاه الله فى الشارع اللى كانوا عاملين فيه الفرح فإنسانيا قرر العروسان وقف مظاهر الاحتفال فى الشارع مراعاة لأهل الفقيد وده طبعا شىء نبيل من العروسين» ولكن هذا لم يشفع لهما أن الناس تسيبهم فى حالهم يحتفلوا زى ما هم عايزين. فلا أعلم ماذا جنى الناس من التدخل وفرض أنفسهم فى حياة ناس قررت تحتفل زى ما هى حابه!!

ومظهر آخر من مظاهر فرض السيطرة على اختيارات البشر وشكل من أشكال فرض الوصاية وتدخل مفرط فى خصوصيات البشر هو منع المحجبات من دخول بعض الأماكن بالإضافة إلى التعليقات على فلانة قلعت الحجاب وفلانة لبست النقاب. ومؤخرا تصنيف الناس حسب الفرحة مين فرح أوى يبقى وطنى ومين فرح نص ونص يبقى طابور خامس واللى مفرحش عميل وخاين. ومن وجهة نظر أخرى لا تختلف عن الأولى اللى فرح أوى مثلا واتصور مع التورته يبقى باع الثورة واللى مفرحش يبقى ثابت على مبادئه ويدخل فى صف مكملين. تقييم الناس من بوست أو صورة وينسوا ليهم أى حاجة ثانية.

وأصبح البرنت سكرين والبوستات القديمة شعار المرحلة. وكله ماسك على كله بوستات وبرنتات وإذا قلت فى يوم عكس اللى هم عايزين يسمعه هتبقى ضدهم والسب والقذف سينهال عليك من حيث لا تحتسب.

أشعر وكأن ما يقدمه الإعلام المصرى خاصة برامج التوك شو من التدخل فى حياة المشاهير وإبراز الجوانب الشخصية بغض النظر عن الجوانب العامة قد انعكس بشكل كبير على المجتمع وعلى سلوكه وتصرفاته، هذا الإعلام المفتقد للمهنية هو الذى شارك فى إعطاء المشاهد الذى هو فرد من أفراد المجتمع كارت أخضر لاقتحام خصوصية الآخرين ممن هم دون المشاهير بشكل مسىء للأسف لكل الأصول المتعارف عليها. ومن أبرز ما يثبت ذلك فى الأونة الأخيرة هو وجود كاميرات الإعلام داخل جنازات وسرادقات عزاء الفنانين والمشاهير لترصد بعناوين صارخة نموذجا حادا لاقتحام الخصوصية بين انهيار فلانة من البكاء وغياب فلان من العزاء.

لا أدرى هل هناك مساحة لتراجع هذه الثقافة من إعلامنا ومن مجتمعنا أم سنستمر على هذا الوضع لتسقط قيما أخرى تتابعا لسقوط قيمة احترام خصوصية الآخرين.

أتمنى أن نوجد بأنفسنا هذه المساحة للتراجع ونقدس خصوصية حياتنا الشخصية حتى يستطيع الآخرون تقديس خصوصية الآخرين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة