الإندبندنت ترصد صناعة وتجارة الخمور فى مصر: السوق المصرية للمشروبات الكحولية لا تزال صغيرة وتحتكرها "شركة الأهرام".. والسياحة منحت 1000 رخصة لبارات.. النبيذ المصرى يتحسن بعد تجاهله لصالح الأوروبى

السبت، 15 أغسطس 2015 03:00 م
الإندبندنت ترصد صناعة وتجارة الخمور فى مصر: السوق المصرية للمشروبات الكحولية لا تزال صغيرة وتحتكرها "شركة الأهرام".. والسياحة منحت 1000 رخصة لبارات.. النبيذ المصرى يتحسن بعد تجاهله لصالح الأوروبى خمور - صورة أرشيفية
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعدت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً عن صناعة وتجارة الخمور فى مصر، واحتكارها من جانب شركة الأهرام للمشروبات، راصدة تاريخ النبيذ المصرى واهتمام الغرب به.

وبدأت الصحيفة تقريرها بمقدمة درامية قالت فيها "يصب كأسين ثم يكتشف جودة كل منهما بشم محتواهما ثم تناول شرفة ضئيلة، مكررا نفس الفعل أكثر من مرة، قبل أن يكرر نفس العملية كاشفا عن تفضيله لهذا النوع من المشروبات الكحولية، وهو ديفيد مولينو بيرى "خبير المشروبات" مختبرا زجاجة نبيذ "ريد شاتو دو جرانفيل" إنتاج 2014".

وأجرت الإندبندنت لقاء مع "بيرى" قال خلاله إن النبيذ مصنوع من عنب من مدينة بوردو الفرنسية، يبرد ثم يرسل إلى مصر لتصنعه شركة "الأهرام" للمشروبات، مشيراً إلى أن مذاق زجاجة النبيذ مميز بشدة، بحموضة تعلق بالحلق فور تناول رشفة واحدة، لكنه يحدد المشكلة الوحيدة وهى أن النبيذ لا يحب درجات الحرارة المرتفعة، أو بالأحرى درجات الحرارة التى تتخطى 20 درجة، لافتاً إلى الارتفاع الأخير فى درجة الحرارة بمصر التى تتخطى أحيانا الـ40، مما قد يفقد النبيذ حموضته المميزة.

النبيذ المصرى يتحسن بعد أن كان يُتجاهل نظرا لانصراف الأغلبية من المستهلكين إلى الأوروبى


وقالت الصحيفة البريطانية إن "بيرى" ليس مجرد هاو، فهو خبير مشروبات يعمل بمجال صناعة النبيذ منذ عام 1964، وترأس من قبل إدارة صناعة النبيذ بشركة "سوثبايز" الدولية، ونقلت "بيرى" عن النبيذ المصرى قوله إنه فى تحسن، بعد أن كان يُتجاهل نظرا لانصراف الأغلبية من المستهلكين إلى ما تقدمه القارة الأوروبية من نبيذ فاخر، مقتبسا جزء من ملحمة الأديب البريطانى "شكسبير" "أنثونى وكليوباترا" التى يقول فيها الجنرال الرومانى "أنثونى" "أنا أموت يا مصر ! أموت! فأعطونى بعض النبيذ ودعونى أتحدث قليلا" كدليل على تميز النبيذ المصرى فى مرحلة ما بالتاريخ.

يقول "بيرى" للإندبندنت عن النبيذ المصرى "الأمور تتطور باستمرار، فنحن لم نجد حدودنا بعد، سوف يستغرق الأمر قرابة عشر سنوات قبل أن نضع كل شىء فى نصابه الصحيح، فالنبيذ لا يصنع بين عشية وضحاها."

السوق المصرية للمشروبات الكحولية لا تزال صغيرة


وفقا للإندبندنت فإن السوق المصرية للمشروبات الكحولية لا تزال صغيرة، مستشهدة بمسح أجرى فى العام 2013 كشف عن أن 75% من المواطنين يرون أن استهلاك المشروبات الكحولية أمرا غير مقبول، لكن هذا لم يمنع بعض المواطنين من شرائها، لافتة إلى القيود التى تضعها الحكومة المصرية على استيراد المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى تحمل المستهلك لضريبة الاستيراد، وهو ما يعنى أن الأغنياء فقط هم القادرون على شراء المشروبات الكحولية المستوردة، ونتيجة لذلك أصبح المستهلك تحت رحمة شركة واحدة للمشروبات وهى شركة الأهرام، أو متعرضا لخطورة تناول مشروبات كحولية مغشوشة.

شركة الأهرام تحتكر سوق المشروبات الكحولية فى مصر


وقالت الإندبندنت، إن شركة الأهرام تحتكر سوق المشروبات الكحولية فى مصر، فهى تصنع إلى جانب النبيذ مشروبات كحولية أخرى مثل الفودكا، والويسكى، والجين، وبيرة "سقارة" والبيرة الخفيفة "ستيلا" التى يمكن أن يجدها المستهلك على طاولات المقاهى بالشارع أو داخل بارات الفنادق ذات الخمسة نجوم، فشركة الأهرام لا تمتلك فقط معامل التقطير، ومزارع الكروم، والمصانع وأماكن التوزيع، فهى مالكة أيضا لسلسلة متاجر "درينكز" Drinkies حيث تباع منتجاتها، أو توصل إلى المنازل المستهلكين.

وأشارت الصحيفة إلى أن شركة "هاينكن" الهولندية للمشروبات الكحولية اشترت شركة الأهرام فى عام 1998، بعد أن كانت قد تعرضت للتأميم فى عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، ولكن سيطرتها على سوق المشروبات الكحولية بمصر ظلت بسبب استحالة العثور على مشروب كحولى مستورد بمصر.

بعض البارات تشترى الزجاجات الكحولية من سوق المشروبات المستوردة المعفاة من الجمارك


يقول تقرير الإندبندنت "ليس فقط الزائرين أو بعض المقيمين بمصر من يقوم بشراء مخزونهم من الزجاجات الكحولية من سوق المشروبات المستوردة المعفاة من الرسوم الجمركية، فهناك أيضا بعض البارات التى لديها الرخصة لشراء وتقديم المشروبات المستوردة لأسباب سياحية، وهذا يعنى تواجدهم بأحد أحياء القاهرة الراقية، أو بمنتجعات مدن مثل مدينة شرم الشيخ، علما بأن الرخصة تتيح لهم شراء المشروبات الكحولية المستوردة من سوق محددة معفاة من الرسوم الجمركية".

1000 رخصة ممنوحة لبارات تقدم الخمور فى مصر


ونقلت الإندبندنت عن "رشا عزازى" المتحدثة باسم وزارة السياحة، الجهة المخول لها إعطاء رخص شراء المشروبات الكحولية المستوردة، قولها أن العدد الكلى للرخص الممنوحة لم يتخط أبدا رقم الـ1000، موضحة أن الوزارة قدمت خلال السنوات الأربع الماضية 110 رخص جديدة، مفسرة الأمر بأن حجم الصناعة فى مصر صغير، حيث لا تتواجد البارات فى مصر بمثل كثافتها فى العاصمة البريطانية لندن.

ويقول "داوود" مالك إحدى متاجر المشروبات إن الرخصة تسمح لك بشراء قدر محدد من كل نوع من المشروبات يتوافق مع حجم مبيعاتك، مردفا أنه فى حال الرغبة فى شراء المزيد من المشروبات المستوردة يمكن اللجوء إلى جهات غير قانونية تحصل على بضاعتها من المشروبات المستوردة من السفارات ومصادر أخرى.

المشروبات الكحولية المحلية القليلة السعر تمثل خطورة لمستهلكها


وتقول الإندبندنت نقلا عن أخصائى إدارة السموم بجامعة القاهرة "نزيه رمضان" إن هناك بعض المشروبات الكحولية المحلية القليلة السعر، تمثل خطورة لمستهلكها لما تحتويه من مواد قد تزيل البصر، مطالبا الحكومة المصرية بتحذير مستهلكى المشروبات الكحولية من مثل تلك المشروبات البخسة السعر، بسبب عدم قدرتهم على شراء مشروب كحولى مستورد وآمن بسبب سعره المرتفع.


موضوعات متعلقة..


- مفاجأة.. الزواج يحد من إقبال الشباب على تناول الخمور









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة