الهدف الرئيسى من الرياضة، المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية للإنسان، ثم المتعة والترفيه.
وإذا طبقنا الأمر على الوضع الرياضى فى مصر بشكل عام، ولعبة كرة القدم المجنونة بشكل خاص، تجدها بعيدة تماما عن هذا المنطق، وإنها تحولت إلى (فرخة) تبيض ذهبا وألماسا وياقوتا وكل المعادن والأحجار النفيسة، التى تتفوق على ما احتواه (بيت) على بابا.
نعم كرة القدم فى مصر، حولها القائمون على أمر اللعبة إلى (فرخة) تجلب لهم الشهرة والمال، والمناصب السياسية والمقاعد البرلمانية وتفتح كل الطرق أمام عقد الصفقات التجارية، وهنا الخلط الشديد فى الأمور، يوازى خطورته خلط الدين بالسياسة، والذى دفعت فاتورته البلاد عاما كاملا، كادت فيها أن تسقط فى وحل الفوضى.
اتحاد الكرة الحالى، برئيسه وأعضائه، قفزوا بالبراشوت وسيطروا على الجبلاية فى غفلة من الزمن، قادمون من الصفوف الأخيرة، لا يعرفهم أحد، ولديهم شبق شديد للشهرة والنجومية، وإذا قررت طرح سؤال على 10 من المتابعين للشأن الكروى فى الشارع عن اسم رئيس وأعضاء الاتحاد، اتحدى لو عرف اسم أحدهم، ثلاثة مواطنين من العشرة.
اتحاد الكرة سطر مجدا فى الفشل، والفقر، والعقم الإدارى، سيسجل فى سجلات تاريخ اللعبة باسمهم، وتسببوا فى شحن صدور جمهور اللعبة بمختلف الفئات بنار الغضب والسخط، من خلال القرارات الخاطئة والمجاملات الفجة، والخوف من الأصوات العالية، دون إدراك حقيقى بالمخاطر الجسيمة الناجمة عن هذه القرارات الموظفة والمفصلة لصالح أندية ضد أخرى.
يوميا يستيقظ المهتمون بالشأن الكروى على ضجيج حنفية التصريحات من كل حدب وصوب، باسم اتحاد اللعبة، والمصيبة أن كل التصريحات تتقاطع وتتصادم بقوة مع بعضها البعض، فهذا المسئول يخرج للتأكيد على حقيقة بعينها، ولا تمر دقائق حتى يخرج مسئول آخر بتصريح ينفى ويكذب، ويستمر السيناريو مع الثالث والرابع إلى آخره، وتٌثار البلبلة فى الشارع الكروى العريض، فى وضع سفسطائى كارثى.
مجاملات صارخة، وقرارات تدشن للفوضى الكروية، وعجز عن إيجاد حلول لأى مشكلة مهما كانت تفاهتها، وارتباك غير مفهوم وغير مبرر، وفرد عضلات فنكوشية، وعدم التمتع بأى حس سياسى وعدم القدرة على قراءة مشهد اتجاه الشارع، وما تمر به البلاد، أبرز ما يسيطر على عمل الاتحاد.
ولنأخذ ثلاث قضايا تافهة، تحولت بفعل عباقرة الجبلاية إلى مشاكل قومية، وهى قضايا على سبيل المثال، لا الحصر.
الأولى، انتقال اللاعب أحمد الشيخ، وبدلا من أن يلتزم المسئولون بالجبلاية الصمت التام، والاعتكاف على دراسة المشكلة قانونيا، والخروج بقرارات وفقا للقانون والعدالة، دون خوف من تهديد هنا، أو صوت عالٍ هناك، وجدنا الحاج محمود الشامى يدلى فى اليوم الواحد عشرات التصريحات المتناقضة، ويفعل نفس الأمر زملاؤه، فتحدث البلبلة، وتستعر النار، وتزداد توقعات كل نادى فى كسب القضية لصالحه، ومن ثم عندما يخرج القرار النهائى، يخرج مشوها، ومغلفا بفقدان الثقة فيه، لأنه لا يمكن للمقدمات السيئة أن تعطى نتائج جيدة.
القضية الثانية، نقل الدرع من النادى الأهلى للجبلاية، والتى تحولت إلى قضية رأى عام، وكشفت مدى الترهل حتى فى الذوق العام، واللياقة، ومحاولة تعليق (الخطيئة) على شماعة النادى الأهلى.
القضية الثالثة، والتى كانت بمثابة الفضيحة بجلاجل فى المحافل الدولية، السماح لطفل، قادم من الحضانة، ليلعب مباراة كرة قدم محترفين، (بالذمة دا اتحاد يدير لعبة شعبية فى بلد قوامه 90 مليونا؟)
نعم نقولها بكل قوة، اتحاد الكرة يدير اللعبة، بطريقة المهرج، دون إدراك حقيقى أن التهريج، سينقلب إلى قنبلة ذرية ستفجر الأوضاع فى البلاد، كما أن التربيطات، والميول الشخصية، بألوان فانلات الأندية، وبما لا يحمد عقباه.
نرجو من القائمين على هذا الوطن، اتخاذ فورا أحد أمرين، الدعوة لانتخابات مبكرة بالجبلاية، أو تجميد النشاط الكروى نهائيا، لأن الوضع أصبح جد خطير، والتهريج والمراهقة الإدارية، ستجلب الوبال على أمن واستقرار الوطن.
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.. ولك الله يا مصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
هناك امور اهم و اخطر من اتحاد الكرة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد
تصنيف اهم 500 جامعة صدر و فيه 4 جامعات من السعودية و "جامعة القاهرة" فقط من مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
سوسن
أحسنت
فعلا عندك حق فى كل كلمة كتبتها يا استاذ هوارى
عدد الردود 0
بواسطة:
Mszen
سعادتك طبعا تفضل اتحادا مواليا للأهلى