ما هى الحياة؟ ما هو تعريف حالة الحياة؟ وهل تستوى حياة الإنسان وحياة الحيوان والحيوات الأخرى؟ تختلف التعاريف والتفسيرات ويظهر فى الأفق السؤال: هل الحياة مرتبطة بتلك القوة الخفية المعروفة باسم الروح؟ وماذا إذا انفصلت الروح عن الجسد؟ آلاف الأسئلة أثيرت وتثار حول سر الحياة، الحياة لها مفهوم عند أهل الإيمان مختلف عنه عند غير المؤمنين، ويحدد القرآن الكريم هذا الصنف «وَقَالُوا مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ»، وقال أيضا إن علمهم «يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ»، لكن الإسلام يرى أن الحياة ما هى إلا مرحلة اختبار وأن الله سبحان تعالى خلق الإنسان بيده وخلقه على هذه الصورة ونفخ فيه من روحه وأمره بالعبادة والطاعة «وماخلقت الإنس والجن إلا ليعبدون» وتختتم الحياة على الأرض بيوم القيامة وهو يوم الحساب أو هو يوم العدل، فيدخل أهل الصلاح جنة الله مع النبيين وأهل التقوى، وقال تعالى: «وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» فالآخرة هى الحياة الفعلية الحقيقية، أما العصاة ففى يوم الحساب يعاقبون فى جهنم فى درجاتها المختلفة، وهذا لإصرارهم على أنه لا توجد حياة بعد الموت أو لعبادتهم شيئا غير الله العلى القدير.
وقال تعالى: «أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ»، إذن الحياة هى نور الإيمان الذى يضعه الله سبحانه وتعالى فى قلب الإنسان، فتدب فيه الحياة الحقيقية، فيرى عظمة الكون وخالقه ويسجد مقرًّا بعظمة وكمال رب الكون بكل ما فيه. الحقيقة الأزلية والوحيدة هى أن الخالق واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فمن أغفل هذه الحقيقة وتعلق بما هو زائل فلابد أن يعاقب، لأنه فضل العمى على الهدى واستغرق فى الهوى والضلال.