فى دهور الحزن.. تتخلل لحظات السعادة حياتنا.. كما فى حياة الأمم التى تستنفر للنهوض.. فهكذا المحروسة مصر التى ظلت على مدار عقود طويلة يقاسى أهلها من رفقاء أراذل.. فقراً مدقع.. وجهلاً ممنهج.. ومرضاً عضال.. تارة على يد غزاة الوطن.. وتارة بيد سارقى الأوطان. فمصر عبر سيرتها الضاربة فى جذور التاريخ جسدت مراحل نجاح.. لم تكن لتولدإلا من رحم معاناة شعب.. لم تبهت أبداً ابتساماته.. ولم يتخل يوماً عن فكاهته وروحه المرحة ونفسه الراضية.. ففى أحلك الظروف.. وأكثرها قسوة.. ظل على يقين أنه سيفرح ولو بعد حين. فاليوم مصر تفرح.. فمقدار استقبال ساعات الفرحعلى قدر سنوات الشقاء.. لتحاصرك الفرحة أينما تكون.. فمن مواقع التواصل الاجتماعى التى دشنت هاشتاج #مصر_بتفرح إلى ربوع الأزقة والشوارع والميادين التى تعج بالأمل.. واستشراف المستقبل.. فنحن فى وقفة العيد نستعد جميعاً.. لأول أيامه.. 6 أغسطس.. فتترقب الساعات.. ونحن ننظر هناك.. حيث ضفاف القناة. فعلى طول ضفاف القناة التى تمتد لأكثر من 190 كم.. سُجل تاريخ عريق.. وعلى رمالها سالت دماء أجدادنا.. الحافرين والمحررين منذ شق القناة.. ثم التأميم فالتحرير.. فقد مات نحو مائة ألفمن حوالى مليون مصرى حفروا القناة بالسخرة على إثر الجوع والعطش والأوبئة على مدار ما يتجاوز عقد من الزمان، لتفتتح القناة فى حفل مهيب عام 1869.. لتبدأ بعد ما يقرب من قرن من الزمان معركة استرداد القناة من الامتياز الأجنبى.. حين أممها الرئيس عبدالناصر.. ليسقط الخبر على القوى العظمى كلهيب النار.. فتبدأ المواجهة.. فيستشهد عشرات الآلاف من أجدادنا.. فى حروب 56، 67، 73 من القوات المسلحة والمقاومة الشعبية.. حتى قام الرئيس السادات بإعادة افتتاحها فى يونيو 1975.. بعد انتصار أكتوبر المجيد.
لتأتى ثورتا 25 يناير و30 يونيو ليشيدا آمال النهضة.. فيعلن الرئيس السيسى فى مطلع أغسطس 2014 عن تدشين مشروع حفر قناة السويس الجديدةبطول 72 كم.. موازية للمر الملاحى الحالى، لتمكين السفن والناقلات من تقليل زمن الرحلة بعبور القناة فى الاتجاهين فى ذات الوقت.. مما يسهم فى زيادة الإيرادات الحالية للقناة.. ويفتح آفاقا جديدة لجذب الاستثمار.. وتشييد المشاريع التنموية، فى إطار تحفيز الاقتصاد المصرى القائم إلى حد كبير على الخدمات، فى ظل صعوبات وتحديدات النمو الزراعى والصناعى التى ترجع أسبابه للفقر المائى وندرة الطاقة والتى بدأت القيادة السياسية فى معالجته.. بمشاورات سد النهضة والشروع فى محاولات إتمام اتفاقية بناء المفاعل النووى بالضبعة.
وبعيداً عن فوائد الجانب الاقتصادى لقناة السويس الجديدة.. فقد استُئنِفت قصة شعب عظيم.. صنع على الدرب ملحمة جديدة.. حيث استطعنا بسواعد ما تجاوز 40 ألف مصرى أن ننجز حفر القناة فى عام واحد وبأموال مصرية خالصة.. حيث جُمع فى 8 أيام ما تجاوز 60 مليار جنيه معظمها من الطبقات الوسطى والفقيرة التى زحفت بمدخراتها لتبنى مجداً جديداً.. هناك عن ضفاف القناة.. حيث صنعنا الأمل.. واغتلنا اليأس.. وبددنا آمال أهل الشر.. لتفرح مصر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة