اختلف ما شئت مع الكاتب عبدالبارى عطوان، اشتمه بكل لغات العالم، استخدم كل الصفات السيئة والمسيئة ضد هذا الكاتب ولا تنسى أن تتهمه بالعمالة والخيانة وكل الكلمات الموجودة فى قاموس الهجوم على مثل هذه الشخصية، ولكن لا يمكن أن يمر مقاله الرائع الذى حمل عنوان «ولاية الدولة الإسلامية» فى سرت الليبية تستنفر الغرب والعرب.. والتدخل العسكرى لحلف الناتو لم يعد مستبعدا.. والجامعة العربية توفر له «الغطاء» للمرة الثانية.. ماذا يجرى فى ليبيا؟ ولماذا «سرت القذافى» بالذات؟ ونشر فى جريدة «الرأى اليوم» وفيه قدم الرجل أروع تفسير لما يحدث فى ليبيا المنهارة حيث قال عطوان جميع دول العالم تمتلك حكومة واحدة، وجيشا واحدا، وبرلمانا واحدا، إلا ليبيا التى تملك زوجين من كل واحد من هؤلاء، أى حكومتان، وبرلمانان، وجيوش، وميليشيات تعيث فى الأرض فسادا، هذه هى «بركات» «الناتو» والثوار، و«ليبيا الجديدة» التى أرادها لشعبها، قبل أن تحط «الدولة الإسلامية» رحالها فى مدينة سرت، مسقط رأس العقيد القذافى، كان العالمان العربى والغربى يتفرجان على الفوضى الدموية التى تعيشها البلاد الآن، وبعد أن تحولت ليبيا إلى أحد مقرات أو فروع «الدولة الإسلامية» وأقامت «ولايتها» فى سرت بسبب سياسات التهميش والإقصاء والإذلال والقتل التى تعرض لها أهالى المدينة وكل المحسوبين على النظام السابق على أيدى «الثوار» وميليشياتهم، فى تكرار أسوأ للسيناريو العراقى الذى أوجد الحاضنة «الدافئة» لداعش.
هكذا وصف عطوان الوضع فى ليبيا والحل فى نظره أن الناتو فى طريقه للتدخل فى ظل غياب عربى إسلامى كامل ولكن أين نحن وهل لدينا حلول وماذا بعد الضربات الجوية المصرية التى يبدو أن بدايتها فى أعقاب ذبح المصريين منذ عدة أشهر لم تكن كافية للقضاء على هذا التنظيم الشيطانى الذى لن تقضى عليه ضربات جوية، بل يحتاج الحرق بنفس النار التى أحرقوا فيها الطيار الأردنى فهذا التنظيم لم يمر سوى أيام حتى قام بتفجير إرهابى راح ضحيته 30 شهيدا بينهم ثلاثة مصريين وهو ما يعنى أن وجود داعش بالقرب من حدودنا أمر واقع ويحتاج التعامل معه لخطة سريعة وقاصمة لظهره وتكون بشكل مفاجئ كما حدث مع الضربة الجوية وتتلخص الخطوة المصرية فى العمل على إقامة منطقة عازلة داخل ليبيا لأننا لو تركنا هذا التنظيم الإرهابى يتوغل وينتشر على حدودنا الغربية، وهو ما سيشكل تهديدا مباشرا لأمن مصر القومى.
قد يرى البعض أن ما أطرحه جزءا من الجنون، وأنه سيجد معارضة من المجتمع الدولى، ولكن الإجابة ببساطة وما أهمية المجتمع الدولى الذى خذلنا فى مجلس الأمن ورفض تشكيل قوات دولية للقضاء على داعش، كما أن هذا المجتمع هو الذى ترك هذا التنظيم يقتل ويحرق ويذبح فى الشام والعراق والآن فى ليبيا، ولم يتحرك أحدا إلا بعد أن طال هذا التنظيم الأجانب من اليابان وأمريكا وإنجلترا ولكن عندما يقتل العرب والمسلمين فى سوريا والعراق لم يكن أحد يتحرك، إذن الحل هو إقامة هذه المنطقة العازلة بعد أن تحولت «داعش» إلى سرطان لن يخرج من جسد الأمة الإسلامية، خاصة أن كل فتاوى الذبح والحرق وقطع الرؤوس ستظل ملتصقة بمن حمل كلمة مسلم، أن تنظيم «داعش» تم تأسيسه لكى يصفى الدول العربية والإسلامية، وليس ضد الأمريكان، بالإضافة إلى أن «داعش» وأميرها لا يقومون بأى عمل إلا بتوجيه من الـ«سى آى إيه»، والدليل أن «داعش» منذ ظهورها لم نرها تفعل شئيًا ولو بالإدانة لما يقوم به العدو الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى ولكنه يقتل ويحتل مدنا عربية ليحولها إلى ركام يقتل أبناءها ويحرق علماءها ويدمر آثارها وبعدما خرب أكثر من دولة فى آسيا دشن مؤخراً أول عاصمة له فى أفريقيا وهى سرت ليعلن هذا التنظيم أنه وصل إلى أفريقيا وأنه أصبح قريبا من مصر فهل نصمت أم يجب أن نتحرك لإقامة منطقة عازلة وهذه هى الأطروحات التى يهاجمها عطوان ونحن نرحب بها فهل نفعلها لوقف زحف أسوأ تنظيم دينى ظهر فى القرن الحالى، وللحديث بقية.
عبد الفتاح عبد المنعم
سيناريوهات المواجهة لتدمير أول عاصمة لتنظيم داعش فى أفريقيا
الجمعة، 21 أغسطس 2015 01:00 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عزيز عقل
#داعش_صناعة_محلية