الدكتور ممدوح حمزة، رجل يعشق تصنيف نفسه خبيرًا فى التربة، ويمتلك مكتبًا للاستشارات الهندسية، ذاعت شهرته فى عهد نظام مبارك، من خلال عدد كبير من المشاريع الحكومية المهمة التى نفذها حينذاك، وعندما تولى المهندس محمد إبراهيم سليمان حقيبة وزارة الإسكان أغلق «حنفية» منح المشروعات الحكومية عن مكتب ممدوح حمزة، وأسند كل المشروعات حينها لزوج شقيقة زوجته، وهو ما أغضب ممدوح حمزة وأعلن الحرب الضروس على الوزير، بل ونظام مبارك بأكمله.
إذن خلاف ممدوح حمزة مع نظام مبارك كان شخصيًا، وليس من باب أن الرجل كان معارضًا ومحاربًا للفساد، ولكن الخلاف جاء تأسيسًا على حرمان مكتبه من الإشراف على المشروعات القومية، أى أن المصلحة الخاصة هى التى أججت نار الخلاف بين الطرفين، وزادت اشتعالًا عندما ألقى القبض على ممدوح حمزة فى العاصمة البريطانية لندن، بتهمة التخطيط لقتل عدد من رموز نظام مبارك، من عينة الدكتور فتحى سرور، ومحمد إبراهيم سليمان، وزكريا عزمى، وغيرهم من الشخصيات البارزة، وبعد فترة طويلة أفرج عنه القضاء البريطانى، وعاد إلى مصر.
وعندما اندلعت ثورة 25 يناير، كان أحد رموزها، والممول للخيام والبطاطين والملابس الداخلية للمتظاهرين فى ميدان التحرير، وتردد بقوة أيضًا أنه فتح أبواب فيلته الكائنة فى السيدة زينب لحركة 6 إبريل، وباقى أعضاء اتحاد ملاك ثورة يناير، يجتمعون فيها، ويخططون للتصعيد وإثارة الفوضى طوال السنوات الماضية، ولم يكتف ممدوح حمزة بذلك بل قام بتعيين رموز شباب يناير فى مكتبه الهندسى، وعلى رأسهم أحمد ماهر، المنسق العام لحركة 6 إبريل، المحبوس حاليًا.
وخلال الساعات القليلة الماضية، خرج علينا المهندس الاستشارى ممدوح حمزة بدراسة «طويلة وعريضة» تشكك فى مشروع قناة السويس، وتؤكد أنها ليست قناة، ولا تفريعة، إنما مجرد توسعات فى القناة، ثم شكك فى جدواها الاقتصادية.
وأسأل المهندس الاستشارى ممدوح حمزة: «هو حضرتك بتشتغل إيه بالضبط؟ وما تخصصك؟»، لأنه ليس من المعقول، أو بأبسط قواعد المنطق أن تكون مهندسًا وخبيرًا فى علوم البحار، وعالًما فى القنوات البحرية، وخبير قانون بحرى، وعالم اقتصاد، وسياسيًا، وناشطًا، وثوريًا، وخبيرًا فى الزراعة، وخبير بورصة، وعالم فضاء، وخبيرًا فى علوم الفلك، وإعلاميًا، ومحللًا كرويًا تفوق مانويل جوزيه مدرب الأهلى الأسبق، ورسامًا ونحاتًا وأديبًا وشاعرًا.
«مش ممكن» يكون ممدوح حمزة رجلًا نابغة فى كل المجالات.. وعبقرى زمانه، ومالك كل الحقوق الحصرية للفهم، وباقى الـ 90 مليون مصرى لا يفهمون، فهذا شىء مزعج، وغريب وعجيب، ولا يستقيم مع قواعد العقل البشرى.. ممدوح حمزة يسفه ويسخف من المشروعات القومية الكبرى، لا لشىء إلا أن النظام الحالى حرمه من الإشراف الهندسى على عدد من المشروعات الكبرى، وتحقيق أرباح ومكاسب كبيرة تزيد من رصيده فى البنوك، والدليل أنه اعترف على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» أنه كان فى زيارة لشارع 26 يوليو بالقرب من «وكالة البلح»، وسأله بعض المواطنين هناك عن سر غيابه، فقال نصًا: «السيسى جعلنى عاطلًا»..
الرجل أيضًا «مقموص وزعلان» من «السيسى»، لأن الحكومة سحبت منه مشروع طريق الإسكندرية الصحراوى الذى كان استشاريًا له، بعد التأكد أن الطريق استمر تنفيذه فترة طويلة، فقررت الحكومة استبعاده، وإسناد تنفيذ الطريق للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة التى حولته إلى طريق دولى يضاهى نظيره فى أعتى الدول المتقدمة، وفى زمن قياسى، لذلك فإن ممدوح حمزة، العبقرى، والفاهم الوحيد فى كل شىء، حتى علوم الذرة والمجرات، وما يدور فى السموات السبع يشن حملات تشكيك ضارية ضد كل المشروعات التنموية الكبرى، على غرار «فيها يا أخفيها»!