شفيق أحمد على كان ملء السمع والبصر.. صحفيا ومحققا كبيرا وكنا قراءً.. تعرفنا والتقينا وعملنا معا اكتشفت فيه احترافية وتواضعا وحرصا على العدالة مع الخصوم قبل الأصدقاء. لا يكتب أو يقول شيئا بلا توثيق.. تصاحبه ابتسامة طفولية حتى فى أوقات محنته.. سنة كاملة كان مديرا لتحرير العربى وكنت رئيسا لقسم التحقيقات كانت فرصة عظيمة نخطط معا للتحقيقات، يضىء وجهه للفكرة الحلوة، والعنوان اللافت. عندما يقرأ موضوعا أو مقالا يعجبه يتصل بصاحبه ليبلغه الإعجاب، يتواضع بخجل مع كل مرة أبدى فيها أنا أو أى من الزملاء إعجابى وتقديرى له ولإنجازه المهنى والإنسانى.
لم يتأخر شفيق أحمد على وكنت أخاطبه دائما «أستاذ شفيق» عن تقديم العون لصحفى يبحث عن معلومة أو زميل يطلب وثيقة، كنا فى جريدة الجيل بعد إغلاق الدستور الأولى مع حمدى عبدالرحيم وبلال فضل وأشرف عبدالشافى وزملاء كثيرين عام 1997 استأذنته فى نسخة من كتابه الأشهر عن سعد إدريس حلاوة لاستكمال تحقيق وفوجئت به بعد ساعة يدخل علينا الجريدة ومعه النسخة وأوراق أخرى.. مبتسما، عاتبته لأنى أنا الذى كان يجب أن أذهب إليه ابتسم ابتسامته العريضة الودودة: عيب يا أكرم ما تقولش كده. يومها احتفينا به وكنا نشعر بالفخر لأنه معنا، من يومها صرنا أصدقاء.
فى العربى جلسنا وسهرنا وتجولنا معا وكان شفيق أحمد على يحكى عن أبنائه بفخر عن عمله فى روزاليوسف والأهالى عن ابنه سخاء وابنته إيثار ومن أسمائهما يمكن اكتشاف طريقته فى النظر للدنيا الكثير من الحكايات والقصص والشهادات..
كانت شهادة شفيق أحمد على كثيرا ما تحسم أمورا وقضايا كان شاهدا شريفا.. ربما يختصره البعض فى أعماله ضد التطبيع مع إسرائيل لكنه قدم فى جريدة الأهالى تحقيقات وحوارات، وكشف أسرارا عن تحالفات الفساد مع السياسة كان هذا مبكرا فى بداية الثمانينيات.. كان مؤمنا بما يكتب حريصا على التوثيق والصدق.
فى المرة الأخيرة التى التقيته فى نقابة الصحفيين كان واهنا لكن ابتسامته الودودة وإقباله الحميم كما هو.. مرة وقع خلاف ما كان الأستاذ شفيق أحمد على طرفا فيه وحكى طرفا منه صديقنا سعيد شعيب.. وتعرض شفيق لهجوم غير مبرر من زملاء، لم يشعر بغصة وحرص على أن يراضى الزملاء كأب وأخ.
يوما ما ودعنا زميلنا فتحى عامر معا فى الشرقية، التى يعود إليها شفيق كفارس شريف أصيل ومعلم فى المهنة والأخلاق والعدالة.
إلى اللقاء صديقى العظيم يا أستاذ شفيق أحمد على هناك الكثير مما نرويه عنك ومعك. نفخر بأننا عشنا ورافقنا أساتذة كنت دائما واحدا منهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة