أشعر بحاجتى لقراءة أو سماع رؤية «على سالم» كمبدع فيما يدور حولنا.. أشتاق لاستئناف جلسات الحوار مع «لينين الرملى» لأشتبك معه، وأخرج مستمتعا ومستفيدا.. أتمنى أن أعيد التواصل مع «وحيد حامد» لكننى أخشى عليه من البوح، وما يمكن أن يقوله ويعبر عنه حول «الهرتلة» التى نعيشها.. تدمع عينى كلما اعتقدت فى حاجتى إلى جلسة مع «أحمد فؤاد نجم» الغائب الحاضر عن واقع ما حاربنا لأجله، ونبكى أننا وصلنا إليه!! وعزائى فى أننى لا أنسى مقولة «إدوارد خراط» الخالدة: «لو حاولت أن تفكر فيما يدور حولك لأصابك الجنون»!! لذلك أحتاج إلى حالة صمت أتذكر خلالها النبيل «شفيق أحمد على» وأدعو للمقاتل «جمال الغيطانى».
مصر الصامدة والقادرة تحفر قناة السويس الجديدة خلال عام.. وتعيش تتابع خلاله الصغائر والصغار.. يتكلمون.. يكتبون.. يتفاخرون ويفاخرون بما أنتجوه من سفه!! ومصر المجروحة من الذين عاشوا على أرضها، وباعوا أنفسهم بثمن بخس للمتربصين بها.. يعتقد سفهاء آخرون أنهم طوق نجاتها بما يملكون من جهل وانحطاط أخلاقى.. وهى مصر – نفسها – التى تعلن التحدى بقانون جديد للخدمة المدنية، فتنفجر ضده مظاهرات الدفاع عن الفساد بتبجح!! وستبقى مصر التى تقدم أفضل شبابها يحرسونها ويدفعون أرواحهم دفاعا عنها.. ويسرقها الجهلة والمنحطون الذين يعتقدون أنهم يقدرون على خداع الشعب، بعد أن صدقوا خداعهم لأنفسهم!!
قبل أن يتهمنى أحد بأننى أعيش حالة شجن أو حزن وفقدان بوصلة التفاؤل.. أؤكد لكم أن الحقيقة غير ذلك تماما، لأننى أعرف تماما حقيقة «التتار الجدد» الذين انهزموا وراحوا يعيشون فى «الشتات» وأعرف أن «أبناء مبارك وأحفاده» فشلوا فى إعادة إنتاجه.. وأعلم أن «جمال عبد الناصر» عاش وطنيا ومات عظيما.. وأن «أنور السادات» قاتل حربا فانتصر وأبدع سلما فعاشت سيرته.. وثقتى بلا حدود فى شباب هذه الأمة وقدرتهم على الفهم والوعى، رغم إشفاقى عليهم مما يتعرضون له من حملات تشتيت وتشويه.. وإيمانى يصعب أن يتزعزع فى قدرة من اخترناه.. دفعناه.. فرضنا عليه تولى المسؤولية.. لكننى فقط أخشى إهدار الوقت فى مكافحة الذباب، والانشغال بالهاموش عما يجب أن نوجه جهدنا وطاقتنا وقدرتنا إليه.. والمؤسف أن بيننا مسؤولين كثر يرفضون الحاضر، وعاجزون عن العيش فى المستقبل.. لذلك يقاتلون دفاعا عن الماضى!!