ما يجرى من اعتصامات وشغب وبلطجة أمناء الشرطة بمحافظة الشرقية يستحق وقفة حاسمة من الوزارة والحكومة والرئاسة معا، فعندما تصل البلطجة إلى إغلاق الأمناء لسبعة أقسام ومراكز للشرطة ومنع كبار الضباط من مباشرة أعمالهم، وعندما يصل العنف الهمجى إلى اقتحام 800 أمين شرطة لمديرية الأمن بغرض احتلالها وتعطيلها بالقوة حتى تنفيذ مطالبهم أيا كانت، فلابد عندئذ أن نسمى الأشياء بأسمائها ونقول إن أمناء الشرطة ما هم إلا سلسلة قنابل موقوتة تم زراعتها فى الوزارة المعنية بالأمن فى مصر ولن ينصلح حال الأمن ويستقر قبل تفكيك هذه القنابل أو تدميرها.
ما الفارق إذن بين ما يفعله أمناء الشرطة بالشرقية وجماعات الإخوان وفصائلها الإرهابية؟ هل هناك اختلاف فى الهدف النهائى؟ الفريقان يستخدمان العنف لكسر حالة الأمن والاستقرار، والفريقان يهددان هيبة الدولة ويتسببان فى نشر حالة الفوضى فى المجتمع، فلماذا نواجه إرهاب الإخوان بحسم ونتواطأ مع إرهاب أمناء الشرطة؟.
أليس إقدام عدد من الأمناء على إغلاق أقسام ومراكز الشرطة بالسلاسل وتعطيل العمل بها جريمة تستحق المحاكمة العسكرية والمحاكمة المدنية وفقا لقانون الإرهاب؟ ألا يمثل اقتحام هذه الفئة الهمجية الجاهلة لمديرية أمن الشرقية عدوانا صريحا يستحق الرد الفورى الحاسم والصريح على كل المستويات؟ هل يكون الحل من قبل وزارة الداخلية فى التفاوض مع هؤلاء الهمج المعتدين الذين لم يلتزموا بأبسط القواعد الشرطية من ضرورة حفظ حالة الأمن العام؟ كيف إذن يتم السكوت عليهم؟.
الداخلية بالأمس أصدرت بيانا على لسان أحد القيادات اتهمت فيه الأمناء المضربين بأنهم مدفوعون من قبل جماعة الإخوان الإرهابية لإثارة القلاقل والفتن، إذن أنتم تعرفون أن القصة لها أبعاد سياسية وليست قصة مطالب فئوية وأن من هددوا اليوم يمكن أن يهددوا ويعتدوا كل يوم عندما تأتيهم الأوامر، فلماذا السكوت عليهم؟ أ لأن الداخلية ليس لديها سيناريو لمواجهة الأمناء الإخوان؟ أم لأن الداخلية يدها مرتعشة ومغلولة وقياداتها لا تتمتع بالقدرة على الحسم؟ أم لأنها لا تستطيع الدخول فى أكثر من معركة فى وقت واحد؟.
يا سيادة وزير الداخلية، من فضلك أصدر قراراً بإحالة جميع الأمناء الذين شاركوا فى العدوان على الأقسام ومديرية الأمن فى الشرقية لمحاكمة عاجلة ولترسل تعزيزات لحماية المنشآت الشرطية هناك وليكن معلوما لهم أن أقل عقاب سينالهم هو الفصل من الخدمة. ما دون ذلك فهو التواطؤ والتغطية على جرح الداخلية الملوث حتى يتعفن بالكامل ويضرب الجسد كله.