المسافة بين القاهرة ومدينتى دسوق لا تتجاوز 170 كيلومترا تقريبا وكانت فى الماضى وحتى منتصف الثمانينات لا تستغرق بالسيارة أكثر من ساعتين عبر طريق مصر إسكندرية الزراعى الذى كان من أشهر الطرق المصرية السريعة تميزا بنظافته واتساعه وجمال القرى والحقول على جانبيه.
مؤخرا حاولت السفر لزيارة المدينة عبر الطريق الزراعى، وصورته القديمة مازالت عالقة فى ذهنى. لم أصدق ما حدث للطريق فقد ضاقت حارته إلى حارتين فقط بقدرة قادر، وساءت حالة الأسفلت وانتشرت عليه عربات النقل السريع، واختفت الحقول وتجولت إلى مبانٍ ومنازل وعمارات تطل مباشرة على الطريق بعد أن انتهكت المخالفات الصريحة حرم الطريق، وتحول «الطريق السريع» - كما كان يطلق عليه سائقو سيارات الأجرة قديماً - إلى طريق يعانى من البطء والشلل المرورى وكثرة الحوادث المرورية التى أصبحت السمة المميزة للطريق.
الفترة الزمنية التى لم تكن تتجاوز أكثر من ساعتين، امتدت فى رحلتى الأخيرة بين دسوق والقاهرة إلى أكثر من 3 ساعات ونصف، وحكى لى السائق الذى جلست بجواره أن كل صاحب منزل أو محل أو كشك أو حتى « نصبة شاى» على الطريق قام دون مراجعة أى جهة بإنشاء مطب صناعى أمام بيته أو محله، وبأى مواد بناء من الزلط والرمل والأسمنت. المطبات من القاهرة وحتى بداية الطريق الفرعى إلى دسوق، ربما تتجاوز الـ80 مطبا، وخاصة بعد حالة الفوضى والعشوائية وعدم احترام القانون التى سادت مصر فى السنوات الثلاثة التى أعقبت 25 يناير2011، وأيقنت أن الطريق لا بد أن يستغرق 3 أو 4 ساعات فى العودة أو الذهاب من القاهرة.
مستخدمو الطريق يعانون يوميا من سوء حالة الطريق والزحام وتكرار الحوادث المرورية عليه، رغم بعض محاولات الإصلاح والتطوير، التى تسير ببطء شديد من شركات المقاولات التى تتولى تنفيذ عمليات التوسعة والتطوير لكن على ما يبدو أن عملية إعادة تأهيل الطريق الزراعى والإشراف على توسعته على غرار ما حدث ومازال يحدث لطريق مصر إسكندرية الصحراوى يتطلب تدخلا رئاسيا أو حكوميا لإسناد الطريق إلى الهيئة الهندسية مثلما حدث مع الصحراوى، وإنهاء كل المشاكل المحلية للمدن والقرى الواقعة على جانبى الطريق حتى يستعيد بريقه مرة أخرى فى عام واحد على الأقل.