هل سألت نفسك مرة ( هل أنت راض عن نفسك أم لا؟)
لا تتسرع بالإجابة.. ولا تخونك ثقتك فى نفسك.. فهناك أمور يجب أن تلم بها قبل الإجابة عن هذا السؤال الذى يحمل فى طياته الكثير، أكثر مما تبدو سهولة الرد عليه.
أولاً يجب أن تعزل نفسك عن المحيط أو البيئة التى تعيش فيها سواء فى مجال عملك فى مجال أهلك فى مجال بلدك حتى فى مجال كوكب الأرض كله ... السؤال هو .. كيف ؟
فى منتهى اليسر تخيل إنك تعيش فى وسط دائرة و هذه الدائرة مليئة بكل أنواع البشر ... فحاول أن تخرج من تلك الدائرة الضيقة و أعزل نفسك عن الجميع و لكى تتهيأ لذلك لا بد من توافر الرؤية و الحكمة لديك .... فإذا نجحت فى الخروج من هذه الدائرة فإنظر إليها من الخارج ... فستجد أن النظرة داخلها غير خارجها .. فحينما كنت داخلها كانت نظرتك ضيقة و فكرك ضيق لأبعد الحدود داخل عمق الدائرة .. وعندما خرجت منها ستجد نفسك تتنفس بعمق و كأنك أنقذت نفسك من كل مشاكل الحياه و كل مأسى الدنيا وشرورها فأصبحت النظرة أوسع من ذى قبل و ستجد الراحة النفسية قد ملكت روحك و أصبحت ترى نفسك أقوى و أصح من ذى قبل لانك أصبحت ترى كل شئى فى الدائرة عكس ما كنت ترى جزء صغير و انت داخلها .
الأن قف أمام مرآه و إنظر إلى نفسك و تخيل أنك ترى الشخص الأخر فيك يقف أمامك بنفس الوجه و نفس الملامح و نفس الملابس و حتى نفس المشاعر و إبدأ بصنع حديث للشخص الذى يظهر أمامك فى المرآه
من أنت ... ؟ الأسماء غير مطلوبة فى الإجابة
هل أنت مخلص لله سبحانه و تعالى ..... ؟
هل تعشق الدنيا و مفاتنها ؟
هل تظن أن ليس لك مثيل فى الحياه ؟
هل تحلم بان تكون عظيم ذو جاه و مال و قوة ؟
هل تحب لغيرك ما تحبه لنفسك ؟
هل تسكت عن الحق أو ترضى بالظلم أو تشهد زور مجاملة ؟
هل تحب أن تجامل من الغير ؟
هل شعرت مرة بتأنيب ضميرك ؟
يا ترى كم سؤال منهم سوف يكون إجابة بنعم و كم إجابة بلا ..
إذا كانت إجابة السؤال الأول بنعم ..... فكيف قمت بتقييم الإخلاص لديك
و إذا كانت إجابة السؤال الثانى بلا ..... فكيف و أنت الأن تعيش على النت و تشاهد البرامج و الأفلام و تسمع أغنية نجمة الرومانسية وتحلم بأفخم سيارة و أفخم شقة و ترتدى أفخم بدلة و أغلى ساعة و تنتظر الذهاب إلى المصيف و تضع أغلى العطور و تراقب عينك النساء و لا تصلى الفرض فى وقته و لا تحلم بحجة أو عمرة ..
و أما إجابة السؤال الثالث لو لا ... فأنت كاذب ....لأنك تتحرق شوقاً لذلك ..
إحابة السؤال الرابع لا شك أن إجابته صعبة لأن كل شهوات الدنيا فيه .. فإذا كنت عظيماً ذو قوة و جاه و مال فكل شئ ملك يمينك و ستخضع لك الدنيا و يستميلك ضعاف النفوس سوف تشترى الجوارى و ضمائر الناس و تبغى الفساد فى الأرض ... فربما تكون ذو طموح بالوصول لهذا و تثق إنك لن تبغى فى الأرض فساداً و لكن أذكر بأن النفس أمارة بالسوء و هناك موكلون بأن يجعلوك طاغية فى الأرض يخاف منك الناس ... و إذا خاف منك الناس فلاتتوقع خيراً بل توقع أن تزول نعمة الله عليك ... ها أنت حيران لا تعرف الإجابة ..
أما السؤال الرابع فإن كان بنعم تحب لغيرك ما تحبه لنفسك فقد فزت فوزاً عظيماً بطهر و نبل قلبك و مشاعرك الطاهرة من كل نزغ شيطانى ..... و لكن إحذر نفسك...فربما على أخر لحظة تجيب بلا فأنت لا تعرف مدى جماح نفسك ... فهل تستطيع ترويضها
إياك أن تجامل فى ظلم أو شهادة زور أو إعتداء ... لا تجعل لنفسك مجاملة فأنت لا تعلم ماذا سوف يحل بك إذا ما دعى عليك مظلوم أو تقاعست عن حق كان بيدك أن تعيده لصاحبه
أما إذا رضيت بالغزل و فرحت بقصائد النفاق و المجاملات من بطانتك أو من أعدائك أو أصدقائك...فإعلم أن نفسك مريضة و سوف تصل بك إلى الغرور حتى تنتهى كما يريد الغير لك ..
و أخيراً إذا لم تشعر بتأنيب ضميرك إذا كنت تملك إياه ....فإعلم أن كل هذا الحديث السابق أنت فى غنى عنه فلا تتابعه لأنك سوف تحلل كل خطأ تفعله و تجمل كل كذبة تبوح بها و سترضى بالذل و الهوان لن تفرق معك كل إجابات الأسئلة السابق طرحها لكى تعرف ما مدى رضاك عن نفسك ..
أما عن نفسى فأنا لا أرضى بأية حال عنها .... و غير راضى عن نفسى و مازلت أحاول ترويضها و سوف يظل هذا الصراع دائم أبد الحياه بينى و بينها فإما أن أنتصر أو تنتصر هى ... لكن ما هو أكيد أننى أتحكم فى جماحها و متى وصلت إلى رضا الله الكامل عنى فوقتها سوف يعيننى عليها و ما النصر إلا من عند الله فكلما عدوت فى طريق مظلم أجد شعاع من نور الله يهدينى إلى الصراط المستقيم ...ثم تجعلنى نفسى أحيد عنه لبرهة ثم أعود ... و هكذا ... فهل يغفل أحد عن أن نهاية كل نفس إما الفردوس و إما الجحيم ... نعم فأن النفس هى التى تؤدى بصاحبها إما إلى الهاوية و إما إلى الرضا و النعيم .. وأما الجسد فهو فانى فى التراب و تعود الروح إلى بارئها و تبقى النفس واحدة من هؤلاء إما الأمارة بالسوء و إما الخبيثة أو المطمئنة .. فأى نفس تريد أن تهديك ..اللهم إجعل نفوسنا مطمئنة دائماً أبداً فى الدنيا و فى القبر و فى الأخرة ..
شخص يبتسم - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة