هى تستحق أن أصفها- وأراها- زجاجة عطر على الشاشة.. تمتلك قدرة على تقديم السهل الممتنع، بشكل غير مسبوق.. ويصعب على غيرها تقليده.. تأخذك للماضى فتشعر بحلاوته وقيمته.. لكنها تذكرك دائما بأن الحاضر تكمن فيه قيمة وحلاوة تتجاوز ما يجعلك تعيش شجنا لافتقاده.. قل عنها عين على الماضى، ونظارة تستطيع أن ترى بها المستقبل.. لذلك لا غرابة أن يكون اسمها «إسعاد»!!
«إسعاد يونس» استجمعت كل ما راكمته من خبرات وقدرات إبداعية، لكى تنصب نفسها «صاحبة السعادة» كبرنامج استثنائى على الفضائيات.. تلطم بحلقاته كل الصحفيين الذين يتحدثون عن التحقيق- الاستقصائى- دون إدراك معناه أو قيمته.. تتفوق فى الصياغة والعناوين، فهى لا تتكلم دون أن تغيب.. تقدم ضيوفها باحترام وحب وتقدير، فتفرض عليك تخيل طلتها حتى تغيب الكاميرا عنها.. لذلك أملك الجرأة على القول بأنها تقدم التحقيق الاجتماعى، بصورة تجعلنى أتمنى أن يحاكيها الأذكياء.. فهى تحاول استعادة الاحترام للبرنامج التليفزيونى.. وفى أدائها غمز للإذاعة، ولمز للصحافة!!
أعرف «إسعاد يونس» كإذاعية ونجمة وكاتبة.. لكننى ركزت فى أدائها كمحاورة تليفزيونية، وتأخرت طويلا فى أن أكتب عنها.. كنت أبحث عن الصدفة فى الأداء، وحين تأكدت أنها حقيقة مع سبق الإصرار والترصد- فى التقديم التليفزيونى- جرؤت على الإشارة لهذه المحطة التى سيؤرخ بها عند إعادة قراءة تلك المرحلة من «الهرتلة» فى تقديم البرامج التليفزيونية.
تستحق «إسعاد يونس» أن تشرع كليات الإعلام فى تقديم تجربتها كدرس لجيل جديد، لعله يستطيع استعادة الماضى الثمين والمحترم للتليفزيون العربى- المصرى- ولا أستطيع القول إن بداية جديدة تأتى من عندها فقط، لكنها تمثل عطفا على تفرد تجاهلناه أو فقدنا الذاكرة تجاهه.. وأقصد به تاريخا يصعب على من تمت «فبركتهم» كإعلاميين، أن يفهموه!! فهى حلقة فى سلسلة إبداع تذكرنى بعشرات بقيت أسماؤهم فى ذاكرتنا، تفرض علينا الأسى والحزن على ما وصلنا إليه.. وعفوًا إن كنت لا أحب أن أذكر أسماء حتى لا أنسى مبدعين كثرا.. لكن «إسعاد» لا ينافسها غير «سمير صبرى» الذى يعزف منفردا فى مجال آخر.. وللإنصاف يستحق فريق إعدادها أن نذكره بالاحترام، وعلى رأسهم الزميل «أحمد فايق».. وسامحونى على انصرافى عن السياسة، فالكتابة عن تلك المبدعة هى قمة السياسة للذين يفهمون!!