دينا شرف الدين

أمريكا تعترف بإرهاب الجماعة حفظًا لماء الوجه

الإثنين، 03 أغسطس 2015 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونحن على مشارف افتتاح قناة السويس الجديدة، الحدث الأهم عالميًا تحول الاتجاه الأمريكى من الدعم المطلق للجماعة الإرهابية إلى توجيه الاتهام لبعض قياداتها باستخدام العنف و الإرهاب.

سبحان مغير المواقف و الأحوال؛ لكنها السياسة التى عادة ما تحمل الكثير من المفاجآت و المفارقات غير المتوقعة، فصديق الأمس عدو اليوم وعدو اليوم صديق الغد.

أما عن تحول الدفة الأمريكية، فلابد أن نعى جيدًا أنها لا تعتمد على مراجعة المواقف والتعمق فى اكتشاف الحقيقة أو غيرها من الأمور المنطقية "لكنه موقف سياسى يعتمد كليًا على المصلحة العامة والرهان على الحصان الرابح .

فلم تعد جماعة الإخوان حصانًا رابحًا بالنسبة لحسابات الدولة العظمى، التى ظلت ثلاث سنوات باقية على العهد، لا يهتز لها طرف لما ترتكبه الجماعة الحليفة من أعمال إرهابية موثقة مؤكدة بالأدلة والبراهين.

إذ أن البيت الأبيض حتى وقتٍ قريبٍ جدًا قد أصدر بيانًا فحواه أنه لا يرى أى دليل على تورط الجماعة فى أعمال عنف وأن الولايات المتحدة ترى التزام أفراد الجماعة بالسلمية التامة .

لكن المفاجأة التى لم تترك للدولة العظمى أى خياراتٍ أخرى ووضعتها فى حيص بيص، أن مصر رغم التحديات الكبيرة والضغوط المعلومة فى الداخل بدعم خارجى معلوم أيضا لم تفلح فى كسر الإرادة المصرية أو هد عزيمتها فى المضى قدمًا و الإصرار على استكمال المسيرة والخروج من الأزمة بسواعد المصريين الصلبة وقيادتها المخلصة التى دحرت كل أشباح الإرهاب وقهرت كل مخططات الطامعين، فلم تعد تقوى الولايات المتحدة على استمرار دفن رأسها بالرمال كالنعامة كى لا ترى الواقع المؤلم الذى جاء على غير الهوى ، ولم تعد تقوى على الاستمرار فى التعويل على هذه الجماعة الخسيسة التى انكشفت لكل من له عينان فى وجهه وعقل فى رأسه، وتبين للدولة العظمى أنه لا مجال للتشبث بالدفاع المطلق عنها حفظًا لماء الوجه .

فجاء تصريح جون كيرى المجهز مسبقًا من قِبل القيادة الأمريكية حاملاً الكثير من المعانى الضمنية التى لخصت فى جمل قليلة تحول الموقف الأمريكى المرتبك من دعم الجماعة للتخلى عنها والاعتراف بوجود أدلة تؤكد انتهاج بعض قياداتها للعنف وارتكابهم بعض الأعمال الإرهابية .

فقد أفاقت الولايات المتحدة على خسارة الرهان، وانتهاء ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين ، واستعادة مصر لبريقها المنطفئ مجددا وارتفاع أسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى بالأدلة والبراهين العملية والتأكد من نجاحه واصطفاف المصريين حوله، فكان كل ذلك مترجمًا فى إنجاز فاق كل التوقعات وكسر كل المعايير الطبيعية وأبهر العالم أجمع حينما تم الإعلان عن افتتاح قناة السويس الجديدة فى الموعد المحدد منذ عام بالتمام والكمال ، و هو ما شكك به المشككون و تاجر به المتاجرون و راهن على فشله المراهنون، ولكن الأيام دول وسبحان مغير المواقف والأحوال .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة