أكرم القصاص

الذين قتلوا السوريين.. ويرفضون إغاثتهم

الأحد، 30 أغسطس 2015 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مأساة اللاجئين السوريين تدور على الهواء أمام العالم والكل يتفرج، اليوم أمريكا تتحدث عن حل سياسى، والعشرات يموتون غرقا ويتجمدون فى شاحنات على حدود دول أوروبا. على الحدود النمساوية تم اكتشاف سيارة لنقل البضائع وفيها أكثر من 70 جثة للاجئين سوريين نقلهم مجهولون وتركوهم يتجمدون على جانب الطريق. بعد اكتشاف الشاحنة التى عثر فيها على جثث السوريين قالت الوزيرة النمساوية ميكل ليتنر «هذه المأساة أثرت فينا جميعا بعمق، المتاجرون بالبشر مجرمون».

تصريحات المسؤولين الأوربيين تقطر حزنا على اللاجئين من دون شىء آخر. المأساة صنعتها دول العالم بقيادة أمريكا، دعمت نقل المسلحين بدعوى دعم معارضة معتدلة وانتهى الأمر بإرهابيين يطاردون الشعب السورى بشكل تجاوز ملايين المرات ما كان يفعله النظام تجاه السوريين. لم تفكر أى من الدول العربية والإسلامية التى دعمت الإرهابيين بالمال والسلاح فى استقبال ضحايا الحرب التى صنعوها.
تواجه أوروبا أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، أغلبهم من السوريين العرب أو الأفارقة الذين يواجهون فوضى يصنعها السلام المتقدم للدول الديموقراطية. وزير الخارجية النمساوى سيباستيان كورز حذر من أن بلاده ستفكر فى تبنى تدابير أقسى لمكافحة الهجرة، بما فيها تشديد الرقابة على الحدود وقال إن «النمسا تستقبل لاجئين أكثر من إيطاليا واليونان مجتمعتين، لهذا لا ينبغى أن نزعم بأن إيطاليا واليونان هما الوحيدتان المتضررتان».

ألمانيا أعلنت تعليق اتفاقية «دبلن» وقررت استقبال اللاجئين لأن الاتفاقية تمنح الدول حق إعادة طالبى اللجوء السوريين إلى الدول التى دخلوا منها أراضى الاتحاد الأوروبى. وقال المكتب الفيدرالى الألمانى «لن نتبع إجراء دبلن عمليا بالنسبة للمواطنين السوريين فى هذه المرحلة». العار هنا أن السوريين يموتون فى محاولات اللجوء لأوروبا، ولم تظهر على الجامعة العربية أو الدول العربية أى علامات لإغاثة السوريين الذين كانت أرضهم مكانا لاستقبال لاجئين فى وقت من الأوقات. مصر تتحرك مع روسيا، والأخيرة سعت لإقناع أوروبا وأمريكا بأن دعم الإرهابيين لا يمثل حلا.

أمريكا تعلن التزامها «بتحقيق انتقال سياسى حقيقى قائم على التفاوض بعيدا عن بشار الأسد من أجل وضع حد للعنف وخلق مستقبل يحقق رغبة السوريين فى الحرية والكرامة». أمريكا هى نفسها التى مولت وغذت الإرهاب ومعها تركيا وقطر وبعض دول الخليج، ممن دفعوا للمرتزقة، ولم يدفعوا سنتا واحدا للاجئين أو لحماية الشعب السورى. وهم الآن يتحدثون عن حل سياسى رفضوه مرات وفضلوا دعم الإرهاب. ولا تمتلك أمريكا أكثر من التصريحات المرتبكة، أما الإمعة العربية والدول التى تولت قتل الشعب السورى، فهى مشغولة بفهم ما تريده أمريكا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة