الشيعى المسمى «فالح الربيعى» الشهير بـ«أبوعزرائيل» أو «ملاك الموت»، من ميليشيات كتائب الإمام على فى العراق، يصلب شابا سنيا بالمقلوب ويشعل فيه النار، ويقطع أوصاله بسيف وكأنه خروف مشوى، وسط إعجاب وتصفيق الحاضرين، والمصيبة وجود أطفال ونساء بين المعجبين، واختفى تماما ضعاف القلوب وحل محلهم الوحوش، والاكثر غرابة أن هذا السفاح أصبح بطلا شعبيا لأن أساليبه ومظهره تشبه أفلام رعاة البقر، ويحمل بذراعيه فؤوساً وسيوفاً وبنادق آلية، علاوة على جسمه الضخم ورأسه الأصلع ولحيته السوداء السميكة، التى تظهره عدوانيا مفزعا ومخيفا.
أبوبكر البغدادى «الداعشى السنى» يرد التحية بأحسن منها، وربط رقاب عشرة من الشيعة بسلاسل متفجرة، وفجر رؤوسهم دفعة واحدة، وارتفعت نوافير الدماء من رقابهم المبتورة، وسط تصفيق أطفال المستقبل الذين يجرى تدريبهم على جز الرقاب، ففى بلاد العروبة والإسلام لا يهتمون بإعداد العلماء والأطباء والمهندسين والنوابغ، بل السفاحين والقتلة ومصاصى الدماء، ولن يصدقنا العالم إذا أقسمنا بأغلظ الأيمان أن الإسلام برىء من هؤلاء، فالقاتل مسلم والقتيل مسلم والجمهور مسلمون، والعالم الإسلامى يتفرج صامتا أو داعما أو ناصرًا إرهابا ضد إرهاب، ولم يعد فى وسعه حتى إصدار بيانات الشجب والإدانة التاريخية، التى كنا نسخر منها ونستهزئ بهوانها.
ما علينا.. بلادهم وشعوبهم وسفاحوهم وشيعتهم وسنتهم، وهم أحرار فى أن يفعلوا فى أنفسهم ما يفعلون، وما يعنينا أن نحمى بلادنا ونحصنها ونمنع عنها البلاء، فقد يكون بيننا من يحلم أن يكون البغدادى أو أبوعزرائيل، مثل الذين سحلوا حسن شحاتة وذبحوه وثلاثة آخرين فى «مذبحة الشيعة» فى قرية أبو مسلم أيام حكم المعزول، ومثل الذين قتلوا جنودنا الشهداء فى سيناء، بعد أن قيدوا أيديهم من الخلف، وأطلقوا على رؤوسهم الرصاص، كلهم سفاحون ولا فرق بين إرهابى عراقى ونظيره المصرى أو السورى أو البوسنى، فجميعهم رضعوا من أثداء أمهاتهم الدماء.. الفرق أن لدينا جيشا قويا يحمى الأرض والشعب والسيادة، وكان أول جيوش المنطقة المستهدفة بمؤامرة الفوضى، لكنه صمد وحافظ على الدولة وصان حياة الشعب، وأقسم أن يحرر كل شبر من دنس الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة