سعيد الشحات

يوم انبهار سنغافورة بمصر

الإثنين، 31 أغسطس 2015 07:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للمرة الثالثة، أتوقف أمام تجربة سنغافورة التى بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارته إليها أمس، أبحث عن سر معجزة هذا البلد الذى تبلغ مساحته نحو 700 كيلو متر مربع، وسكانه خمسة ملايين ونصف تقريبا، ومع ذلك بلغ نصيب الفرد فيها من إجمالى الدخل القومى 80 ألفا و270 دولارا عام 2014، أى أعلى من اليابان «37 ألف دولار»، أما فى مصر بلد الموارد والسكان والجغرافيا والتاريخ فمتوسط نصيب الفرد 5 آلاف دولار، وفيما بلغ الناتج القومى لـ5 ملايين ونصف السنغافورى 300 مليار دولار فى عام 2013، لم يزد عندنا فى مصر بلد الـ90 مليون نسمة عن 272 مليار دولار.

نعم هى بلد صغير، ويسميها البعض بـ«المدينة الدولة»، كحالة «دبى» فى منطقتنا العربية، و«هونج كونج» فى الصين لكن يبقى أن الإنسان وتعلمه الدائم، والإيمان بأن العلم ثم العلم هو مفتاح التقدم، وكان هذا هو ما فعله «لى كوان يو» رئيس الوزراء الذى أعاد تأسيس وبناء سنغافورة بعد استقلالها عن ماليزيا عام 1965، يقول فى مذكراته: «لم نكن نعرف الكثير عن كيفية الحكم، أو عن أساليب حل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية العديدة، لم نكن نملك سوى رغبة ملهوفة لتغيير مجتمع غابت عنه العدالة والمساواة وتوجيهه نحو الأفضل، وتعلمنا ونحن فى السلطة، وتعلمنا بسرعة، وإذا كان هناك صيغة واحدة لنجاحنا فهى الدراسة المستمرة لكيفية جعل الأمور تسير، أو تحسين سيرها».

يقول «لى كوان يو»: لقد فضلت على الدوام الاستفادة من التجارب والدروس التى دفع ثمنها الآخرون، والتعلم من خبرات الدول التى سبقتنا، وقابلت العديد من الزعماء الأجانب المقتدرين الذين تعلمت منهم لأضيف إلى فهمى للعالم، لقد اهتديت دوما بنور العقل والواقع، هكذا يتحدث رائد تجربة سنغافورة عن الواقع الذى رآه.

كان لمصر نصيب من التجارب التى زراها «كوان يو» ففى عام 1965 وبعد استقلال سنغافورة، زار القلاع الصناعية فى القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وكفر الدوار التى شيدها عبد الناصر، وانبهر بالبرامج الطموحة للتصنيع فى مصر، وطالب بإمداده بالفنيين والمهندسين والأطباء والخبراء المصريين للاستفادة منهم فى برامج مماثلة سيطبقها فى بلاده، فأعلن عبد الناصر أن بعثة ستزور سنغافورة الصديقة للوقوف على الوسيلة المناسبة، للمساهمة فى إمداده بالاحتياجات الفنية والثقافية.
يا إلهى.. ماذا حدث لنا ولهم؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة