كان الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته على عجلة من أمرهم، للانتهاء من مخطط محور قناة السويس، وإلحاقها بـ«مشروع القرن» الذى هو عبارة عن منطقة حرة تمتد من غزة إلى جنوب العريش فى المرحلة الأولى ثم إلى محور القناة، ليطبق بالكماشة على سيناء، وكان على وشك أن يمنح الحكومة القطرية، حق امتياز المنطقتين مرتكبا جريمة أسوأ مما فعله الأمير محمد سعيد، بمنحه امتياز قناة السويس لفرديناند ديليسبس، ونص مقترح مشروع مذكرة تفاهم - الذى أوقفته 30 يونيو - بين وزارة الخارجية القطرية ووزارة الاقتصاد الوطنى الفلسطينية، على تعزيز التعاون بين القُطرين لتطوير الاقتصاد الفلسطينى ودعما لصمود الشعب الفلسطينى وإنشاء مدينة صناعية حرة مشتركة على الحدود المصرية - الفلسطينية، وتأسيس شركة مطورة بين هيئة المدن الفلسطينية من جانب حماس، ومؤسسة الاستثمار عن الطرف القطرى، على أن يتولى الجانب التركى التخطيط والإشراف على تنفيذ مشروعات المنطقة الحرة، وقدرت التكلفة بحوالى 100 مليار دولار.
نسى الإخوان أن جمال عبدالناصر أمم قناة السويس ليبنى السد العالى، وعندما حاولت إنجلترا وأمريكا والبنك الدولى، أن ينصبوا له «سيرك»، للضغط على مصر والمساس بسيادتها واستقلالها وفرض وصايتهم، صرخ بأعلى صوته «مش حنبيع نفسنا» ولن نسمح بوجود دولة داخل الدولة، وأراد الإخوان أن يفعلوا أسوأ مما فعله الإنجليز والأمريكان والبنك الدولى، باقتطاع سيناء وتحويلها إلى منطقة حرة تخضع للقوانين الدولية وليس القانون المصرى.. ونسى الإخوان أيضا أن الرئيس السادات اختار يوم 5 يونيو 1975، لإعادة افتتاح قناة السويس، ليمحو ذكرى الهزيمة، ويخلد البطولات والتضحيات وأنه خاض الحرب من أجل السلام.
عقول المصريين وقلوبهم تحتضن تلك الذكريات الرائعة، وتفسر سر أفراحهم الكبيرة بافتتاح قناة السويس الجديدة، فهى ليست مجرد مجرى مائى، ولكنها قصة عشق وفداء ورمز للكرامة والكبرياء، وكما عبرها الجيش العظيم فى حرب أكتوبر، فهى على أعتاب عبور جديد، ينهى عزلة سيناء إلى الأبد، ويضمها بقوة إلى أحضان الوطن، ويزرعها بالخير والعمران والاستثمارات، ليس على طريقة مرسى وأهله وعشيرته، الذين يزعمون تارة بأنها مشروع مرسى، وأخرى بأنها عديمة الجدوى، ليست هذا ولا ذاك، ولكنها عبور جديد بإرادة وطنية خالصة مائة فى المائة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة