أكرم القصاص

«بكار والرافال».. و«عويس فى السويس»

الأربعاء، 05 أغسطس 2015 07:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا نعرف سببا لكل هذا الهجوم على عضو حزب النور نادر بكار لمجرد أنه أعلن رأيا فى صفقة الطائرات الرافال الفرنسية، واستعرض خبراته السياسية والطيرانية، مثل كثيرين من خبراء الطيران الفرنسى الذين تم الكشف عنهم فى أعقاب الصفقة. وربما كانت أهم ميزات صفقة «الرافال» أنها كشفت لنا عن كنز من خبراء الطيران الذين تخرجوا من أكبر جامعات بوستات فيس بوك وتويتر، وكل منهم قرأ على الأقل ثلاث دراسات مترجمة على صفحات الفريندز بتوعه. لماذا الهجوم إذن على نادر وحده؟ بينما الرجل دارس للإدارة. فضلا عن كونه عضوا عاملا فى حزب معتمد من جماعات النهى عن المنكر.

البعض ربط ربطا تعسفيا بين آراء بكار فى علوم الطيران وحصوله على منحة لدراسة الإدارة بجامعة هارفارد، وأن نادر ربما أراد مجاملة الأمريكان، فأعلن رأيه السلبى فى الطائرات الفرنسية على سبيل المجاملة، وهو أمر مستبعد، خاصة أن نادر رجل اعتاد أن يكيف أفكاره حسب الظروف وبحسابات الربح والخسارة، وهو على استعداد لتحوير مبادئه بشكل متجرد من أجل تحقيق الربح السياسى، إلا لو كان أراد إثبات حسن نوايا، لتأكيد الحصول على المنحة ظنا أنها تحتاج بعض المجاملة ولو فى الطيران، ولو صبر بكار لاكتشف أن الإف 16 هى الأخرى موجودة، وكان مدحها بوصفه خبيرا فى الطيران الأمريكى، وربما لهذا تراجع عن آرائه، وقال إنها تم تحويرها، وأن غرضه كان شريفا.

نادر ليس وحده خبير الطيران، لكنه يلتحق بقوائم خبراء «القنوات والمجارى المائية» الذين يزحمون الفضاء الافتراضى والطبيعى والكوكبى، لا يفرقون بين قنوات التليفزيون والقنوات المائية. ولا بين الثورة والفسحة النيلية.

وقد تفرجنا خلال الأيام الماضية على كميات من الآراء فى قناة السويس الجديدة والقديمة، وثروة من خبراء القنوات المائية، فرع «السويس»، فضلا عن خبراء الجدوى الاقتصادية والاستثمارية والعائد السياسى مضروبا فى الجذر التربيعى، لعبور السفن العملاقة والمتوسطة، مع احتمال سقوط أمطار! وهو كشف آخر نراه ونشمه فى «بوستات» تغنى عن أى دراسات. ومن يتفرج على التحاليل يندهش من حالنا العلمى والمعملى المضروب بالفأس.

وبالتالى فإن نادر أو بكار ليس وحده الذى يفهم فى الرافال والقنوات والطرق والكبارى، لكنه جزء من ظاهرة ولدت وترعرعت فى هوجة المرحلة الانتقالية، والتى أنتجت خبراء فى كل شىء من السياسة للطبيخ، ومن الطائرات للعجلات البخارية، وأخيرا القنوات المائية. وهى ظاهرة سوف تنتهى بعد استقرار الأحوال الانتقالية، وبعد أن يحصل كل منهم على وظيفة أو منحة أيهما أقرب. وحتى يحدث هذا سيظل بكار خبير فى الرفال، وعويس فى «قناة السويس».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة