المعارضة فى مصر كانت تهاجم مبارك ونظامه، لأنه وضع مشروع حفر قناة السويس الجديدة فى الأدراج ولم ينفذه، وبعد الثورة هلل الإخوان وحلفاؤهم بمشروع القناة، وطالبوا محمد مرسى المعزول بتنفيذه واعتباره مشروع القرن، والحمد لله أن الشعب المصرى أزاح نظام مرسى وإخوانه قبل أن تنفذ قطر مخططها فى تمويل المشروع، والاستحواذ عليه، وشراء الأراضى، فى إعادة للوجه القبيح لسيناريو «ديليسبس»، وسيطرة الدول الاستعمارية على القناة القديمة. وعندما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى تنفيذ مشروع حفر القناة الجديدة بسواعد مصرية، وباختصار زمنى فى التنفيذ من 3 سنوات إلى سنة واحدة فقط، وبتمويل الشعب المصرى، فتحت جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها والمتعاطفون معها النار على المشروع، وشنوا حملة تسخيف وتسفيه وشائعات وأكاذيب ضد القناة، للدرجة التى وصف فيها أحد دُعاتهم، المدعو وجدى غنيم، أنها تشبه «طِشت أمه».. أيضًا مجموعة مصالح الابتزاز السياسى والاقتصادى، وأصحاب مكاتب الاستشارات الهندسية التى فشلت فى إنجاز مشروع واحد بالجدوى الفنية المطلوبة، ركبوا موجة التنظير والخبراء العالميين فى عالم القنوات والمجارى المائية للتقليل من جدوى القناة وأهميتها.
ويا ليت الأمر اقتصر عند هذا الحد، إنما وصل إلى عبيد البشر من أتباع مبارك وشفيق والبرادعى وأبوالفتوح وحمدين صباحى.. ونبدأ بأتباع مبارك، حيث اتخذوا من السيسى عدوًا لهم، واتهموه بأنه ينصف من دمر مصر فى 25 يناير، والإساءة لمن ساهم فى استقرار مصر طوال 30 سنة، وأسقطه من الجدارية التى ضمت عبدالناصر، والسادات، والسيسى، وبدأوا فى شن هجوم ضارٍ ضد الرئيس. أما مؤيدو شفيق، «فدول حكايتهم حكاية»، رؤيتهم وتعاطفهم مع الفريق تتشابه إلى حد التطابق مع رؤية الإخوان وتعاطفهم مع المعزول مرسى، فقد شنوا هجومًا شديدًا ضد القناة، ووصفوها بالتفريعة, وبمتابعة البرادعى على «تويتر» تستشعر أن الرجل مصدوم، و«مش عارف يكتب إيه»، فحتى الآن لم يكتب «تويتة» واحدة يبارك فيها للشعب المصرى، صاحب الفرح، وواضح أن لديه مشكلة فى الإملاء بعد ابتعاد ملهمه الأستاذ إبراهيم عيسى عنه، وأن زوجته مدام «عايدة» لم تعد تكتب له، لكن هل نرى مثلًا «تويتة» يقول فيها: «اكتبى يا عايدة.. ملينى يا إبراهيم..القناة مش «طِشت» ده طلع مشروع عظيم؟»، وإن كنت لا أعتقد!.. وبالانتقال إلى أتباع أبوالفتوح، وصباحى من النحانيح والمتثورين اللاإراديين، فستجدهم يرتدون نظارات سوداء.. لا يَرَوْن أى منجز على الأرض، وينكرون وجود مشروع قناة السويس الجديد من أساسه، ولا يَرَوْن أو يؤمنون إلا بمصطلح واحد «الثورة مستمرة».
والحقيقة، وبعيدًا عن هذا «الهرى»، فإن الغالبية الكاسحة من الشعب المصرى تعيش حالة فريدة من الفرحة، والفخر بإنجاز مشروع حفر قناة السويس.. فرحة لم تتكرر بهذا الشكل منذ الانتصار فى حرب أكتوبر 1973، وإزاحة الإخوان من الحكم يوم 3 يوليو 2013.. ونقولها بصوت جهورى، يحق اليوم للمصريين أن يفرحوا ويفخروا بهذا الإنجاز الذى يصل إلى حد المعجزة، وأن عودة بناء الأمجاد والمشروعات العملاقة من الأهرامات إلى السد العالى، وقناة السويس القديمة، ثم قناة السويس الجديدة إنما يعد حدثًا فريدًا، وليذهب كل حاقد وكاره لهذا الوطن، سواء فى الداخل أو الخارج، إلى الجحيم!
دندراوى الهوارى
اكتبى يا «عايدة».. ملّينى يا «إبراهيم».. القناة مش «طِشت» ده مشروع عظيم!
الخميس، 06 أغسطس 2015 12:00 م