أذكر عندما كنا صغارًا فى مدرسة الفريق عزيز المصرى الابتدائية المشتركة، وكان مدرسونا، أو أساتذتنا على وجه الدقة، أفضل ما تبقى من الأجيال التى عرفت جيدًا تاريخ بلادها، وتربوا مع أبوين مصريى الهوى على «حب الوطن فرض عليّا»، بل والنضال من أجل وطن أفضل، وعروبة قوية تحتل بها مكانًا عالميًا مرموقًا.. فمما تبقى من الأجداد، وقبل أن يعرف «فيروس الفاسد».. والفساد بالطبع طريقه إلى المحروسة.. فلم نكن سمعنا قط عن 25 قرشًا مثلًا رشوة، ولا عن محسوبية بنسبة %99.. ولا هذه الهجمة من المدارس الخاصة لـ«لهف» فلوس الناس.. الله يرحمك يا أستاذ أبوالفتوح، والأستاذ فاروق الششتاوى أيضًا كانا هذا النموذج، وكل كليلة والله العظيم.
سيدى القارئ تذكرت تلك الحقبة لأنها كانت امتدادًا لأحفاد من حفروا بالسُخرة قناة السويس لتكون شريانًا للحياة بين العالمين، وفاتحة خير للمصريين، فارتضى الأجداد أن يورثوا الأحفاد مشروعًا دفعوا ثمنه من دمائهم وكل ما يملكون.
تذكرت تلك الحقبة.. لأن الأستاذة «فريدة»- رحمها الله- مدرسة الموسيقى، وكانت قبطية الديانة، قامت بتحفيظنا أغنية كل ما أتذكره منها هو هذه الكلمات «قناة السويس حفرها جدى عيسى وعويس.. جلنا سى نص قال لنا هس... أنتم نص واحنا النص.. جالنا جمال أبوالأبطال حرر مصر.. وخدها كمان».
يعنى أخذ القناة من الاستعمار لينهى حقبة استغلالها بالامتياز منذ فكر فيها المدعو ديليسبس، ومعه الخديوى، والقصة المعلومة.
فقط أريد أن أضيف على هذه الكلمات.. «جلنا فساد كان مقرب يخرب البلاد.. لحد السيسى ما جمع جيشى، وسمعوا بكاءنا.. وطردوا الإرهاب.. والسيسى دلوقتى رئيسى قالها خلاص مصر بتفرح يا جدعان».
المؤكد سيدى القارئ المصرى العظيم أننى لا أحاول إقناعك بأننى أصبت فجأة بحمى الشعر والنثر.. ولا غيره إنما.. إنما إيه؟!
يا سادة.. علينا أن نطرد الفساد من داخلنا.. علينا أن نعمل.. ونعمل، وأن نكف عن لعب دور «المحبطون».. بل سيكون المواطن نفسه هو أدوات الضبط والربط، خاصة عندما يصبح التصور المؤسسى موجود، وكل خارطة الطريق انتهينا منها.. إنه وقت الفرح.. افرح يا مصرى لك نصيب تنول مناك، بعد صبر.. فعلًا.. مصر بتفرح، وها تفرح.. وها تفضل فرحانة.. فيه حد ليه شوق فى حاجة؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناديا
الحق يجب ان يقال