لقد صنعت مصر فرحتها بافتتاح قناة السويس الجديدة ،ولن ندخل فى جدل عقيم هل هى تفريعة من تفريعات القناة القديمة أم إنها قناة جديدة ،لأنه ليس لدينا الوقت للمناقشات والمجادلات العقيمة ، لأن الأهم من هذا ذلك الإنجاز والإعجاز الهندسى الذى تم بسواعد أبناء مصر، كما أن الأهم هو ما سيتم بناؤه عليه ألا وهو مشروع محور تنمية قناة السويس , الذى أعلن عن مخططه الكامل فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى الدولى الذى انعقد فى مارس الماضى ,وتعلمنا من ذلك المؤتمر أنه يجب علينا أن نكون أكثر تخطيطا سواء للإعداد قبل المؤتمر أو بعد انتهاء المؤتمر، ولا أخفيكم سرا بأننى كأحد الشباب غير راض عن ما بعد المؤتمر الاقتصادى والسبب فى ذلك هو الأداء الغريب والمرتبك من المجموعة الاقتصادية ، كما لو أنهم تفاجئوا بالمعوقات فى التشريعات والقوانين المصرية ،ألم يكن هذا ضمن التخطيط بالنسبة لتلك الوزارات و المؤسسات الحكومية ،أم أننا نفكر لكل خطوة على حدة .
إن مشروع محور تنمية قناة السويس سوف يحدث نقلة هائلة ليس لمصر فقط وإنما لجميع الدول المحيطة بنا ،لأنه من المتوقع إقامة العديد من المشروعات الضخمة وبخاصة مشروعات بناء السفن وصيانتها وكل ما يتعلق باللوجستيات الأساسية للسفن، وهو ما يترتب عليه بالضرورة تنشيط حركة التجارة العالمية وجذب الشركات والمؤسسات العالمية لمصر والدول المحيطة مثل السودان والسعودية والأردن ، كما أنه من المتوقع بإذن الله أن تتحول مدن القناة والبحر الأحمر إلى أكبر منطقة تجارية وصناعية فى العالم ، وذلك هو المستهدف فى الأساس وليس كما يظن البعض أن حفر قناة جديدة الهدف والغاية منه زيادة الإيرادات فقط ، فهذا أمر غير صحيح لأن هناك أهداف أخرى كثيرة وذلك لتعظيم الاستفادة من الممر الملاحى العالمى ورفع تصنيف القناة عالميا وإجهاض كافة المحاولات الإسرائيلية لإنشاء بدائل للعالم عن قناة السويس مثل إنشاء قطار من نوع خاص لنقل الحاويات سريعا من البحر الأحمر للبحر المتوسط ،لكن إرادة الشعب المصرى وقيادته كانت لها السبق فى إجهاض كافة المخططات والاستفادة من زيادة إيرادات قناة السويس التى تتجاوز مائة مليار دولار بعد حوالى عشر سنوات تقريبا .
ويتضح لنا أن الدراسات والتخطيط الاستراتيجى لهذا المشروع رائعة وتحتاج إلى إرادة قوية ، لذلك أتمنى أن نقهر كل التحديات التى سوف نواجهها على أرض الواقع من البيروقراطية الوظيفية التى تعطل أى مركب مبحر، فإنه بات واضحا للجميع أننا نحتاج قوة حقيقة فى اتخاذ القرارات الإدارية والمالية بما يحول هذه المشروعات من رسومات على الورق إلى حقيقة على الأرض ونثبت للعالم أن الرسالة السياسية والاقتصادية من حفر قناة السويس الجديدة هى أن مصر قادرة على قهر أى تحدٍ وأنهم ينفذون ما وعدوا به بما يبهر العالم ويعطيه الثقة فى مصر حكومة وشعبا.
السؤال هنا هل مصر سوف تلجأ إلى فكرة التمويل الذى تم فى قناة السويس الجديدة الذى يغنينا عن الاقتراض من الخارج أو الوقوع تحت رحمة الشركات العالمية وتحويل مكاسبها خارج مصر مما قد يؤثر بالسلب على الاقتصاد المصرى فيما بعد.
لذلك أتمنى أن نتبنى كدولة فى المشاريع الكبرى فكرة التمويل الشعبى التى سوف تنعكس إيجابيا أيضا على الروح المعنوية للشعب المصرى لأنه سيشعر بأن هذه المشروعات ملك له وأنه المستثمر الرئيسى فيها.
إن طموحات الشعب المصرى كبيرة ولكن علينا أن نوضح له بكل شفافية ودقة كل خطوة ونحذر من رفع سقف التوقعات والمبالغات وذلك لأن الأيام تمر سريعا وسوف يكتشف الشعب الحقيقة أمامهم لذلك فإن الشفافية والوضوح أمر مهم للغاية.
لذلك فإن مصر إذا أحسنت إدارة المشروعات الاقتصادية فى محور قناة السويس وغيرها من المشروعات التى سوف يعلن عنها فى الصعيد لسوف يتم نقل مصر نقلة غير عادية، مما سيساهم فى حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التى عشناها طويلا لأن رخاء الأوطان يساهم بلا شك فى حل المشكلات ، وأتوقع إن شاء الله أن يصل معدل النمو الاقتصادى فى مصر العام القادم إلى حوالى 6% أو يتجاوزها إذا تم ما خطط له جيدا وأن يكون لمصر نصيب الأسد خلال السنوات القليلة المقبلة من حكم التجارة العالمية، لأنه ستتحول منطقة لجذب الاستثمارات التجارية والصناعية والسياحية ولذلك علينا الاستعداد لهذا جيدا و كفانا ارتباكا بعد نجاح كل مشروع من قبل بعض الوزارات و المؤسسات الحكومية لأن المجهود الكبير من قبل رئيس الجمهورية فى هذه المشروعات يجب أن يقابل بإنجاز و ترجمة حقيقية لهذه المشروعات على الأرض.
نعم انتهينا من تحدٍ كبير ونستعد لتحدٍ أكبر بكثير من حفر قناة السويس الجديدة ألا وهو تحدى التنمية فى مشروع تنمية محور قناة السويس وهو سيؤدى بالضرورة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى مصر المستقبل ، ولأن الشعوب لنهضتها لا تنظر للوراء إنما عيناها على المستقبل ولا تقف أمام الماضى إلا قليل لأخذ العظة والخبرة منه وبعدها لا ترجع له مرة أخرى، حفظ الله مصر وشعبها. تحيا مصر .......... تحيا مصر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة