لن نتوقف عند التفصيلات الكاذبة التى يحاول الإخوان وأتباعهم ترويجها عن مشروع قناة السويس الجديدة، ولن نتوقف عند أولئك المصابين بحالة من العدمية تظهر من تعليقاتهم التى لا ترى خيرًا ولا ترجوه على مواقع التواصل الاجتماعى، لكننا سنتوقف فقط أمام حالة الفرحة العارمة التى انتابت عموم المصريين على اختلاف فئاتهم من السلوم إلى سيناء وشلاتين، بمناسبة افتتاح القناة الجديدة.
فرحة المصريين لها ما يبررها، نعم، بعد إنجاز القناة الجديدة التى تمثل بوابة الخير للمنطقة الشرقية بكاملها من سيناء إلى محافظات القناة، إلا أن الفرحة فى ذاتها غيرت حال المصريين، ويبدو أنهم كانوا فى حاجة إليها ليستعيدوا حالة الأمل الخلاق والتفاؤل التى امتلكوها بعد ثورة 30 يونيو مباشرة.. وعندما أقول حالة التفاؤل والأمل الخلاق، أعنى تلك الحالة من الحماس الذى يمكن أن يحرك الصخر، والذى تعرض للتآكل قليلًا والانطفاء جزئيًا بفعل القوارض المدربة على الإحباط والتهوين والسخرية من كل قيمة ورمز.
الفرحة بالقناة الجديدة تعيد شحن بطاريات الأمل والتفاؤل والتحدى لدى عموم المصريين، وتمدهم بضوء حقيقى كاشف، يمكنهم من رؤية ما تحقق خلال السنة الصعبة الماضية، ويدفعهم إلى مواصلة الطريق بصلابة تستعصى على برامج الإحباط والتهوين، وتجعل من أغنية الكابتن «غزالى» وفرقة «أولاد الأرض» «فات الكتير يا بلدنا مبقاش إلا القليل» شعارًا لكل مواطن منتج ومبدع وموقن من الانتصار على التحديات والإرهاب.
هذه الحالة الإيجابية التى تجمع بين الإصرار والأمل واليقين والتطلع للمستقبل، هى الخلاص للمصريين، ويجب عدم السماح أبدًا بانطفائها، فهى بمثابة جهاز مناعة قوى يستعصى على فيروسات الهدم والتطرف والتشويه، كما أنها قوة دافعة للتغيير والبناء، واستنهاض الإنسان الجديد المنتمى والفاعل والمبدع والمسؤول من داخل كل مواطن استقر داخله زمن التكاسل واليأس، واعتاد لسانه على ترديد مقولات مثل «مفيش فايدة» أو «إن خرب بيت أبوك خد لك منه قالب».
هل يمكن أن نتشبث بحالة الفرحة الإيجابية ونستبقيها بعد انتهاء مراسم افتتاح القناة الجديدة، لتكون دافعنا إلى المزيد والمزيد من الإنجاز والإنتاج والبناء؟
يارب
آمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة