قبل شهرين تقريبا تشرفت بحضور افتتاح الترسانة البحرية بالإسكندرية.. هناك استمعت إلى كلمة مسؤول صينى رفيع المستوى، باعتبار أن بلاده شاركت فى إحياء وتجديد تلك الترسانة لتستعيد أمجادها بعد أن كانت مطروحة للبيع فى زمن «المخلوع».. وهناك فهمت أنها واحدة من أذرع قناة السويس الجديدة، وهناك- أيضا- رأيت على وجه رئيس الجمهورية حالة رضى وتفاؤل بأن مشروعه لاستعادة مجد مصر يمضى بدقة.. وهناك كان حديثه عن رأيه فى المعركة ضد الفساد، ورؤيته لكل فاسد..فأكد أن التراخى فى آداء العمل فساد.. وأن تقديم أهل الثقة على أهل الخبرة نموذج من نماذج الفساد.. وأن الفساد يستحق أن نواجهه بقوة وشراسة، ولعل كلامه وحسمه كان سببا فى انفعال رئيس الوزراء حين زار بعدها معهد القلب بإمبابة.. وظنى أن تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإعادة تجديده خلال شهر، كان للتأكيد فى رسالة عملية على أن المعركة ضد الإهمال والتراخى والفساد ستكون على هذا النحو.
يوم افتتاح قناة السويس الجديدة حضرت «المحروسة» ليعرف الشعب أهمية وقيمة تاريخ بلاده.. فظهور هذا اليخت يعيد إلينا ذاكرة قوة مصر البحرية، وأنها عندما تبحر إيذانا بانطلاق العمل بعد إنجاز تجاوز كل حسابات العقل والمنطق بالزمن وحجم العمل.. فهذا يعنى أن البحرية المصرية لها كلمتها وستكون رايتها خفاقة.. فاليخت «المحروسة» أبحر مع الفرقاطة الفرنسية كأحدث القطع البحرية المنضمة للقوات المسلحة حاضران، والرسالة تعنى أننا أمة لا تعيش على الماضى بل تهتم بالحاضر وعينها على المستقبل.
ولعل أهم لقطات احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة، تجسدت فى الصورة الرائعة للرئيس «عبدالفتاح السيسى» مع الطفل «عمر صلاح» الذى ارتدى زى الجيش وكان سعيدا برفع علم مصر.. ليسجل التاريخ أن «المحروسة» التى لم تحمل سوى الملوك والرؤساء، قد ركبها البسطاء من أبناء الشعب.
عشرات الرسائل الصريحة والضمنية فى تحركات الرئيس، لكنها لا تنال حظها من الشرح والتفسير والتحليل.. لأن «عواجيز الفرح» مشغولون بالتعتيم على القيمة حتى ينالوا مآربهم!! ورغم ذلك فالرئيس يمضى فى طريقه معتمدا على ذكاء الشعب.. لذلك كان حريصا على أن يركب الشعب اليخت الملكى «المحروسة» لأول مرة فى تاريخ مصر!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة