احـتفـلـت مـصـرُ كُلُـها - إلا قليل – بافتتاح قـناة السويس الجديدة.. ولابد هـنـا أن أوثق للتاريخ تلك الجملة الإعتراضية – إلا قليل ـ لـكـى يـعـلم الأجـيـال الـصـاعـدة والـقـادمـة أنه حـيـنـمـا كـان يبتهج الـمـلايين حـول الـعـالم بتلك اللحظة الـهـامة فـى تـاريخ الإنسانية كان هناك فى مـصـر من شكك فى المشروع عند الإعلان عـنـه قبل عـام واستمر فى التشكيك طـوال عـام وأطـلق الـشائعات والإدعـائات الكاذبة وحينما أضحى الحلم حقيقة والأمل واقعـًا أُصيب هـؤلاء بصدمةٍ جعلتهم يـهزون دون وعـى ويسفهون من حجم الإنـجـاز ومنعهم إمـا الكره أو الحقد أو الجهل أو السذاجة أو الرخاوة من الـفرح.. فأقـاموا أحـزانـًا شــاذة لـم يلتفت لـهـا أحـد يـوم أن كـانت #مصر_بتفرح.
لقد تحدثتُ وتحدث الكثيرون عـن ذلك المشروع الجديد منذ البدء فيه وتفاصيله حتى أضحى حقيقةً فى عـامٍ واحدٍ شـاهدناها جميعًا لذا لن أتطرق إلى تفاصيل المشروع.. ولكن ربما أوثق الجملة القادمة للتاريخ " أن هـذا الإنـجـاز مـا هـو إلا مرحلة أولى ونـواةٌ للمشروع الأكـبـر وهو تنمية محور قناة السويس والغاية الأسمى هـى تنمية سيناء الحبيبة حتى عـام 2050 أن شـاء الله ".. لـذا فإن هـذه خـطـوة من ألـف خـطوة ستمشيهـا مصر نحو التنمية كما قـال الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الـيوم سأتحدث عن أهـم ثـمرةٍ حـصدنــاهــا بمجرد مـرور أول سفينتين متقاطعتين فى شقى القناة فى وقت واحد قـاطعتين كلمة الرئيس فى حفل الافتتاح بالصفارات البحرية فرحًا وابتهاجا بذلك العبور فى المجرى الجديد.. فما كان من كل المصريين على شط القناة أو خلف الشاشات حـول العالم إلا الإبتهاج والفرح ودموع النصر وإنطلاق الألسن بـحـمد وشـكـر الله على لـحـظة العبور الثانية فوق خـط بارليف.. نـعـم فإن ذلك الساتر الترابى الذى تم تحطيمه فى 1973 تم إغراقه فى 2015 وعبور السفن من فوق أطلاله فى أعماق القناة الجديدة ولـعـل ارتداء الرئيس - القائد الأعلى للقوات المسلحة – لـبدلة التشريفة العسكرية وهـو يبحر فوقـه أضفى رمزيةً كبيرةً لـهـذا النصر الجديد بعد أن إنطلق بالمحروسة فى نفس ساعة صفر العبور الأول " الساعة 1405".
إن الثمرة التى أريد أن أتحدث عنها هى فرحة المصريين بحفل الافتتاح وابتهاجهم والأمل الذى بُـثَ فى نـفوسهم.. نـعـم نـحـن على مـدار عـام كـامل لم نكن ننسف جبالًا من الرمال بل كنا ننسف جبالًا من الحزن.. ولم نكن نشق الصحراء لنستخرج ملايين الأمتار المكعبة من الرمال بل كنا نشق قلوب المصريين ونستخرج تكتلات اليأس.. أن التكريك والتوسعة والتعميق الحقيقى لم يكن فى القناة بل كـان فـى نفوس وقلوب المصريين لتستوعب قلوبهم السعادة والفرح بعد إزالة الهم والغم.. أن الأهـم من إقـامة المزارع السمكية على ضفة القناة كـان إقـامة مـزارع الأمل فى قـلوب المصريين.
إن زراعة الأمل أبدى مـن زراعة القمح فى زمن زراعة العبوات الناسفة.. فـلن تستطيع أمـة يائسة بائسة التحرك من مكانها قيد أنملة.. فعندما تفتح أبواب الأمل فى القلوب تتفجر الطاقات وتعلو الهمم وتتأهب النفوس وتنطلق السواعد من أجل البناء والتغيير.. فالأمل هو الطاقة الكامنة التى بها يمكن للإنسان أن يفعل المستحيل.. لذا أقولها بكل ثقة أن أهـم مـا أنجـزه افتتاح قناة السويس الجديدة فـى عـام واحد هـو صدق الوعد وترسيخ قدرات المصريين وشحن نفوسهم وقلوبهم بطاقات الأمل والعمل.. لـقد نجحنا فى زراعة الأمل ولابد أن نجنى خيرًا إن شاء الله.
افتتاح القناة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح الصاوى
مقال رائع