لماذا نتعامل مع المصريين بكل هذه القساوة.. نقدم لهم المآسى والنكد والغم والكآبة، ونرفض تقديم البهجة، وجرعات التفاؤل والأمل فى غد أفضل ومستقبل واعد، حتى ولو من باب «تفاءلوا خيرا تجدوه»؟!.
طوال 4 سنوات، تفنن هواة تصدير الكآبة واليأس والإحباط من عينة محمد البرادعى وعلاء الأسوانى وعمرو حمزاوى، وممدوح حمزة، وخالد على، وأعضاء اتحاد ملاك الثورة، والنحانيح، ونشطاء السبوبة، بجانب عدد من البرامج فى بعض القنوات الفضائية، -كل هؤلاء تفننوا- فى السباق لبث ونشر الرعب والاكتئاب والسواد للمصريين، من خلال الدعوات لمليونيات، والتهديد بإثارة الفوضى، واقتحام مؤسسات الدولة الرسمية.
أيضا إذاعة الأحداث الدامية، بداية من موقعة الجمل ومرورا بأحداث محمد محمود الأولى والثانية، وأحداث مجلس الوزراء، واقتحامات مقرات أمن الدولة، وحريق المجمع العلمى، وأحداث ومحاصرة المحكمة الدستورية، ومكتب النائب العام، ومدينة الإنتاج الإعلامى، وأحداث الاتحادية، واعتصامى رابعة والنهضة، وأحداث بين السرايات، وأحداث المنيل، وإلقاء الأطفال من فوق المنازل بالإسكندرية، وأحداث قسم كرداسة، وحرق الكنائس، وغيرها من عشرات الأحداث المشينة.
كل هذه الأحداث، بجانب الحوادث الإرهابية، سَوقتها الجماعات المتطرفة، وأتباعهم والمتعاطفين معهم، وانساق خلفهم كالقطيع معظم برامج التوك شو، فى الوقت الذى فشلت فيه كل الأجهزة الحكومية، ووسائل الإعلام الرسمية والخاصة، فى تسويق التفاؤل والبهجة، وزرع الأمل، واقتلاع اليأس والإحباط من جذوره.
نعم، مصر الآن، غير مصر منذ 3 سنوات، تغيرت تغييرا جذريا، والنظام الحالى، اقتلع الإحباط من جذوره، وزرع بديلا عنه، الأمل والتفاؤل، والطمأنينة، الناجمة عن انتشار الأمن والأمان فى ربوع البلاد.
وبجانب المشروعات العملاقة، والإنجازات المغلفة بالمعجزات، بداية من حل مشكلة الكهرباء والقضاء نهائيا على طوابير العيش والبنزين والسولار، ومرورا بمشروعات الطرق، وأخيراً مشروع قناة السويس الجديدة، والمشروعات الأخرى التى لا تعد ولا تحصى، فإن وسائل الإعلام، والجهات الحكومية فشلت فى تسويقها بالشكل الأمثل.
ثم كان الإعلان عن اكتشاف أكبر بئر غاز مصرى فى العالم على يد شركة «إينى» الإيطالية.
ومن خلال المعلومات السيزمية والبيانات، يتبين أن البئر المكتشف يتضمن احتياطيات أصلية تقدر بحوالى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى «تعادل حوالى 5ر5 مليار برميل مكافئ»، ويغطى مساحة تصل إلى 100 كيلو متر مربع، وبذلك يصبح الكشف الغازى «شروق» أكبر كشف يتحقق فى مصر وفى مياه البحر المتوسط، وفى العالم أيضاً.
ورغم هذا الكشف الشبيه بالمعجزة، ويعد فيضا سماويا للمصريين، يبشرهم بمستقبل واعد، إلا أننا فشلنا فى تسويقه بالشكل الذى يليق به، واعتباره حدثاً عظيماً، جاء بعد فرحة المصريين وسعادتهم الكبيرة بافتتاح مشروع قناة السويس.
السماء لا تلقى ذهبا وياقوتا على الكسالى، والخونة، ولكن تفتح خزائنها للمجتهدين والمخلصين، وأصحاب النيات الطيبة، والبيضاء، والذين يبذلون كل الجهد والعرق من أجل تحسين أحوال الناس، لذلك تكافئ السماء، الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يبذل جهدا خارقا لتحقيق المعجزات لبلاده، وبينما يجوب العالم شرقا وغربا، من أجل رفعة شأن وطنه، وأثناء وجوده فى سنغافورة، كانت السماء على موعد مع المصريين، بأن تهدى إليهم هذا الاكتشاف المعجزة، لدفع عجلة التنمية فى البلاد بكل قوة.
وليَمت البرادعى، والأسوانى، وصباحى، وأبوالفتوح، وكل النحانيح، ونشطاء السبوبة، بغيظهم وحقدهم الذى لم يسبق له مثيل، من هذه الإنجازات العظيمة..!!!
دندراوى الهوارى
عشاق تسويق الكآبة والسواد للغلابة.. وكارهو البهجة والأمل!!
الثلاثاء، 01 سبتمبر 2015 12:00 م